كلمة أولى.. افتتاحية مجلة بانيبال

كلدو رمزي اوغنا
رئيس التحرير

يسرنا اليوم أن نسجل هذه اللحظة التاريخية، إذ نزف إلى جميع الباحثين والكتاب والشعراء والفنانين والمثقفين من أبناء شعبنا وسائر الباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث وحضارة وثقافة هذا الشعب العريق، بشرى عودة مجلتهم (بانيبال) إلى الصدور، بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات.
بانيبال، هذه المجلة الغراء التي لطالما لبّت، وعلى مدى سنوات، طموح كتابها وقرائها، إذ كانت المنبر الأصدق والباب الأوسع الذي يطلّ منه كبار الباحثين والأدباء والأكاديميين والكتّاب بمختلف تخصصاتهم، على الوسط الثقافي الرَّحب، عبر نشر نتاجاتهم الفكرية والأدبية ودراساتهم وأبحاثهم الرصينة، فصنعت لنفسها اسمًا لامعًا على مستوى شعبنا في الإقليم والوطن والمهاجر.
اليوم، ونحن نطلق عددًا جديدًا من مجلتنا الرصينة (بانيبال)، ندرك تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا سواء لجهة إعادة إصدارها في الوقت الراهن، أم لجهة الحفاظ على استمراريتها في الصدور مستقبلً، فضلً عن الالتزام بجودة المحتوى والسعي لا للنهوض بها لتحافظ على مستواها المعتاد في الشكل والمحتوى فحسب، بل والارتقاء بهما بما يتناسب مع مستجدات العصر، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهنا.
لقد أكدنا مرارًا على أن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأن جميع النشاطات والفعاليات الثقافية والأدبية والتراثية والفنية وسواها، تحظى لدينا بالقدر نفسه من الاهتمام ونضعها على درجة واحدة في سلّم أولوياتنا، وأن أبوابنا مفتوحة أمام الجميع دون استثناء ومستعدون للتعاون مع الجميع. فتأتي ولادة هذا العدد ليكون بكر مرحلة جديدة من الانفتاح على الآخر المختلف وقبول التنوع الذي نعدّه كنزاً ثميناً يغني ثقافتنا ويغزر عطاءها، هذا ما سينعكس بشكل واضح على المواضيع التي سيضمّها.

إذ نضع بين أيديكم هذه الباقة المتنوعة من المقالات واللقاءات والأبحاث والدراسات الرصينة، فطموحنا أن نواصل مدّ الجسور بين المبدعين، من السريان وسواهم، داخل الوطن وفي المهاجر.
فقد تمكنّا، ولأول مرة، من التواصل وخلق بيئة تفاعلية مع كتابنا السريان الذين يكتبون باللغة الإنكليزية، كما أسسنا هيئة استشارية متخصصة من الكتاب والباحثين والأكاديميين الحُصَفَاء ليساهموا معنا في سعينا لتكون بانيبال متميزة دومًا طامحة إلى الريادة ومجتهدة في تحقق أهدافها.
سعينا جاهدين لإيلاء القسم السرياني ما يستحقه من الاهتمام والتميّز، فجاءت مواضيعه باللغة السريانية متنوعة بين )الشرقية والغربية(، بالتعاون مع لجنة لغوية متخصصة، هدفها خلق أجواء من النقاش وإنعاش حركة البحث العلمي في المجال اللغوي، بغية أن تبقى مجلة بانيبال جزءًا من مشروع حضاري هدفه الحفاظ على الهوية السريانية بتنوعها وغناها.
ختامًا، نود أن نقدم جزيل الشكر وجميل العرفان لكل من ساهم في إعادة بانيبال إلى النور، وعلى وجه الخصوص، حكومة الإقليم ممثلةً بوزارة الثقافة والشباب. كما نثمّن جهود الهيئة الاستشارية وجميع المساهمين في تحقيق رسالة المجلة. وكلّنا أمل أن تشكّل هذه الخطوة حافزًا للمزيد من المساهمات الفاعلة في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap