أكد المدير العام للثقافة والفنون السريانية في حكومة إقليم كوردستان أن المديرية تخدم الثقافة والأدب السرياني في الإقليم والعراق وكذلك البلدان المجاورة التي تشهد تواجداً لشعبنا، مشيراً إلى أن هذا يأتي من خلال الدعم المباشر من قبل حكومة إقليم كوردستان للمشهد الثقافي السرياني وبالأخص من دولة رئيس حكومة الإقليم الأستاذ مسرور البارزاني.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظمته الرابطة السريانية في بيروت حمل عنوان “تحديات البقاء لشعبنا”، الثلاثاء 6 حزيران 2023، والذي أستظافت فيه المدير العام للثقافة والفنون السريانية كلدو رمزي أوغنا.
وأستهل أوغنا حديثه بالإشادة بدور الرابطة السريانية التي عدها بيتاً لكل الناشطين في حقل حقوق الإنسان ونضال شعبنا في الشرق والإغتراب، ثم تطرق إلى ما تعرض له شعبنا من مذابح في الشرق منذ أكثر من 100 عام، مشيراً إلى إن الإحصاءات صادمة فنحن أمام سلسلة من المآسي بدأت من سيفو 1915، إلى سيميل 1933 إلى داعش 2014.
وأكد أوغنا أن تصّور الشرق دون تنوّع، بأحادية دينية أو قومية، شعور مخيف، مشيراً إلى أن مساهمة شعبنا في نهضة العراق لا تُعد، وأضاف “نحن أقليّات ونفتخر أننا لسنا جزءاً من الدمار ولا من الفساد في العراق”.
وشخَّصَ أوغنا مشكلة أساسية تكمن في أن الدستورالعراقي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة ومصدر أساس للتشريع، وهذه الفقرة أسقطت هويتنا ومساواتـنا كمواطنين وتسببت بهجرة مئات الآلاف إلى خارج البلاد، مشيراً إلى أن تعداد شعبنا قبل 2003 ناهز المليون ونصف، أما اليوم الكنائس شبه فارغة.
وأشاد أوغنا بحالة شعبنا في إقليم كوردستان التي وصفها بالـ”جيدة” بإعتباره أنموذجاً للتعايش السلمي، مشيراً إلى أن أعداد شعبنا في عنكاوا التي كانت ناحية والآن أصبحت قضاءاً يقارب الـ 75000 ألف نسمة، مؤكداً أن علينا المحافظة على وضعنا، والعمل سوياً لتطوير ما حققناه من مكاسب في الإقليم.
وأكمل المدير العام للثقافة والفنون السريانية أن اللغة السريانية هي لغة وطنية في العراق والإقليم وتعتبر لغة رسمية في المناطق التي يشكل الناطقين بها كثافة سكانية، وهذا مكسب لنا، مضيفاً أن لدينا 50 مدرسة تعلّم اللغة الأم إلا أن هذا ليس طموحنا، مشيراً إلى أننا نريد حقوقاً أكثر، وأيضاً علينا القول أن لدينا فسحة وحيز للعمل في إقليم كوردستان من خلال مؤسسات حقيقية تعمل على الأرض لاسيما المديرية العامة التي تخدم الثقافة السريانية في الإقليم وبقية مناطق تواجد شعبنا.
وتطرق أوغنا إلى عدد من النقاط لمواجهة التحديات التي يتعرض لها شعبنا لاسيما دعم المتبقي منه في العراق من خلال الأهتمام بالجانب الثقافي والتراث فضلاً عن نشر الوعي لدى الجيل الحالي للتشبث والبقاء في أرضه وخلق فرص العمل، مؤكداً أستعداد المديرية العامة للتعاون مع كافة المؤسسات الثقافية والفنية السريانية في العالم.
وفي ختام اللقاء الحواري تم فُتح باب النقاش و المداخلات التي شارك في طرحها نخبة من المهتمين والناشطين في المجال الثقافي السرياني.

