العبارات والنقوش الكتابية السريانية والعربية على واجهات البيوت التراثية المسيحية الموصلية

أ.د. عامر عبد الله الجميلي

 مركز دراسات الموصل جامعة الموصل

المقدمة

عُني الموصلي بتحلية منزله بعناصر زخرفية وكتابية قام بتوزيعها على جوانب ومواضع كثيرة من منزله، ولعل أهم ركن كان له نصيب الأسد من تلك التقسيمات السكنية هو(صدر الإيوان) حيث صبَّ الفنان الموصلي السرياني المسيحي عصارة خبرته في انتقاء نصوص تناسب الداخل إلى الدار لجذب انتباهه وكذلك طلبًا للبركة التي ستحل على المنزل لوجود نصوص دعائية وحكم وآيات من الكتاب المقدس لا سيما المزامير. ومن هنا جاء اختيارنا للموضوع الذي يندرج ضمن مادتي العمارة والفنون الكتابية.

رغم أن (نيقولا سيوفي) قنصل فرنسا في الموصل، منتصف القرن التاسع عشر، قام بجمع الكتابات المحرّرة في أبنية مدينة الموصل في كتابه الموسوم «مجموع الكتابات المحرَّرة في أبنية مدينة الموصل» والذي عُني بتحقيقه ونشره المرحوم سعيد الديوه چي مدير متحف الموصل آنذاك ونشره في مطبعة شفيق/ بغداد عام  1956م، إلا أن المؤسف أنه لم يكترث ويُعنَ بجمع الكتابات المحرّرة على البيوت والدور التراثية العائدة للسريان المسيحيين، لكن الأب المرحوم بطرس حداد، الذي اهتم بكتابات الكنائس في مدينة الموصل، تناول بعضها. لذا جاء هذا البحث ليسلط الضوء على هذه النصوص والنقوش الكتابية.

الكتابة السريانة وتوظيفها

على الحجارة والجص

أنواع الخطوط والأقلام السريانية      
  

1. خط أسطرنجيلي: الخط المفتوح أو الثقيل، ويقال له الأسطرنجيلي (بالسريانية: ܐܣܛܪܢܓܠܐ، نسخ حرفي: أسطرنجلا) هو أحد خطوط السريانية الثلاثة، ويعتبر أقدمها إذ عثر على أقدم رقيم بهذا الخط سنة 6 ميلادية. اِستخدم هذا الخط  في كتابة الأناجيل السريانية، ولعل أبرز مخطوطة كتبت به هو إنجيل البشيطتا في القرن الثاني الميلادي. يختلف الباحثون في أصل تسمية هذا الخط، فبعضهم يعزوه إلى اللفظة السريانية ܣܪܛܐ ܐܘܢܓܠܝܐ سَطرا إيوَنجليا، أي «خط الإنجيل» بينما يعتقد آخرون بعودته إلى اليونانية στρογγύλη سترونجيلي بمعنى «المدور» نسبة إلى شكله. قلَّ استعمال هذا الخط بدايةً من العصور الوسطى ليحل محله كلٌّ من الخط السرياني الشرقي لدى السريان المشارقة والخط السرياني الغربي لدى المغاربة. غير أنه ما يزال يستعمل في كتابة عناوين الكتب والمجلات، فبالإمكان مقارتنه بالأشكال الكبيرة بالأبجديتين اليونانية واللاتينية.

2. الحرف السرياني الغربي أو خط السرطا، (بالسريانية: ܣܪܛܐ)، كما يسمى أحيانا بـالخط اليعقوبي والخط البسيط لكونه بسّط خط الأسطرنجيلي الأقدم بتقليل عدد خطوطه ورسماته، وهو أحد خطوط الأبجدية السريانية والخط المستعمل بشكل أساس لدى الكنائس السريانية الغربية أي الكنيستين السريانية الأرثوذكسية والكاثوليكية والكنيسة المارونية. يعود أصل تسمية هذا الحرف إلى كلمة ܣܪܛܐ سرطو التي تعني ببساطة (الخط).  وتعود أقدم كتابات بهذا الخط إلى القرن الثامن.

3. الخط السرياني الشرقي أو خط المدنحايا، (بالسريانية: ܡܕܢܚܝܐ) كما يسمى أحيانا بالخط النسطوري، هو أحد خطوط الأبجدية السريانية، ويستعمل بشكل رئيس لدى الكنائس السريانية الشرقية، أي كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الآشورية القديمة والكنيسة الكلدانية. يعود أصل التسمية إلى كلمة «مدنحا» ܡܕܢܚܐ أي «الشرق» إشارةً إلى شرق نهر الفرات حيث نشأ هذا الخط.  يعود أقدم نص مكتشف بهذا الخط إلى القرن السابع الميلادي(1).

الإيـــوان والواجهــــات والحنيــــات  

 والكوشــــات

الإِيوان، الإوَان والجمع: إيوانات وأواوين: دار شامخة مكشوفة الوجه معقودة السقف، أو مجلس كبير على هيئة صُفّة واسعة لها سقف محمول من الأمام على عقد، مرتفعة عن مستوى أرض البيت تحيط بها ثلاثة جدران، وهو أيضًا بيت مؤزج غير مسدود الفرجة من الوجه، وكل سناد لشيء هو إيوان له. ويغلب على الظن أنها كلمة فارسية معربة أصلها (إيڤان) بمعنى قاعة العرش ومنه إيوان كسرى. ويأتي لفظ الإيوان في المصطلح الأثري المعماري للدلالة على مجلس كبير على هيئة قاعة مقببة بقبة مقسمة مفتوحة على بهو أو فناء بواسطة عقد أيًّا كان نوعه، وذات مؤخرة مغلقة بحَصائر، أو هو مجلس كبير على هيئة صُفّة واسعة لها سقف محمول من الأمام على عقد يجلس فيه كبار القوم(2). وهو بذلك عبارة عن وحدة معمارية مربعة أو مستطيلة ذات سقف مقبى غالبًا ومسطح أحيانًا تحيط بها ثلاثة جدران من ثلاث جهات فقط، أما الجهة الرابعة فهي مفتوحة، كما أسلفنا بعقد، أيًّا كان نوعه، لأن هذه الجهة الرابعة إذا كانت مسدودة سمي الإيوان في هذه الحالة مجلسًا، وكان من المعتاد أن ترتفع أرضية هذا الإيوان عن أرضية البهو أو الفناء الذي يتقدمة في معظم الأحيان بدرجة واحدة تقريبًا(3).

حرفة النقارة على الحجارة والرخام والكلس والجص وتوظيف الكتابة السريانية عليها

اِستعمل المعمار الموصلي خامات عديدة في إنجاز عمارة البيت السكني، ومنها مادتا الحجارة الكلسية المعروفة بـ(الحلّان) والرخام الأزرق المعروف محليًّا بـ(الفرش الموصلي) فضلًا عن الجص، وقد ساعد استخدام هاتين المادتين في توظيف عناصر زخرفية وكتابية، وبرز العديد من أعلام الصنّاع الحرفيين والنقاشين والنقّارين والخطاطين السريان الموصليين في أداء هذه المهمة نذكر منهم على سبيل المثال: توما قندلا وبهنام لويس وإبراهيم بن نوري الشماس وإسطيفان الشماس وجميل حرّاق وموسى متي الموصلي الراهب القسيس(4)، أما تنفيذ النواحي الفنية كالزخارف والكتابات، فيتم تنفيذها على قطع الرخام المهيئة مسبقًا بواسطة أسلوب الحفر والنحت والتنزيل ويتم ذلك برسم العنصر الفني بواسطة قلم الرصاص أو الطباشير على وجة القطعة الرخامية المصقولة عادة ثم تحفر الأرضيات التي بين العناصر من قبل النقاش في حال كون العناصر بارزة أو تحفر العناصر نفسها بصورة غائرة فيحدث العكس وتبدو الأرضية بارزة بدلًا من العناصر. بينما على الجص، يتم طلاء الأرضية بنوع من الأصباغ الترابية ذات اللون الأزرق. اللازوردي (الچويت) فيما تبقى النقوش الكتابية بلون الجص الأبيض(5).

نماذج من الكتابات في بيوت المسيحيين في الموصل

*لوح جصي كتابي محفور في صدر إيوان بيت تراثي موصلي لأُسرة مسيحية يقع في محلة النبي جرجيس مقابل حوش البيعة.

ولم يبقَ من اللوح الكتابي المهشم بفعل العمليات الحربية في عام 2017م إلا عبارة «بشيم آبو وبرو وروحو قاديشو حاد آلوهو شاريرو آمين» وترجمتها «بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين».

“إن لم يبنِ الربُّ البيت،  فباطِلاً يتعبُ البنَّاؤون.

إن لم يحفظ الربُّ المدينة،  فباطِلاً يسهرُ الحارِس”.

1891 مسيحية

نص اللوح المنقوش في إيوان البيت الموصلي الكائن في منطقة (رأس الكور) وهو مدون ومنقور بالخط السرياني

السطرنكيلي ومقتبس من (مز1:127)

*لوح كتابي في واجهة ومدخل بيت تراثي موصلي لأسرة آل الجميل التي يبدو أنها اشترته من أُسرة مسيحية في محلة حوش الخان مقابل جامع المصفّي قرب قنطرة النعلبند نقرأ فيه:

«السموات تحدّث بمجد الله. والفلك يخبر بعمل يديه. يوم الى يوم يذيع كلامًا وليل إلى ليل يبدي علمًا»  (مز19: 1 – 2 )، بخط الثلث المحقق.

وتحتها حنيات مستطيلة فيها كتابات سريانية. وترجمة الكلمات السريانية داخل الحشوات الزخرفية المستطيلة الثلاثة هي:

ܒܪܝܟ بريخ: (مبارك)

ܐܠܗܐ ألاها: (الله)

ܠܥܠܡܝܢ لعلمين: (للأبد).

*بيت تراثي موصلي في منطقة الميدان/ محلة النجارين بجوار حمام القلعة، واضح من النصوص الكتابية الدينية للمنزل أنه يعود لأسرة موصلية مسيحية، البيت تعرض لأضرار في عمليات تحرير مدينة الموصل من براثن عصابات داعش الإرهابية في عام 2017م، يلاحظ وجود كوشة من الزخارف الهندسية والنباتية (التوريق) تغطي وسط الحائط (جداريات) وفي صدر الإيوان وفوق الشبابيك توجد أفاريز وأشرطة كتابية بخط الثلث البسيط، تضم ثلاثة نصوص من سِفر المزامير- العهد القديم، حيث نقرأ في الزنار الكتابي الاول: «لبيتك يا رب ينبغي التقديس في طوال الأيام» (سفر المزامير 93: 5)، ونقرأ في الشريط الكتابي الثاني: «ما أحلى مساكنك يا رب القوات» (مزمور 84: 1). أما في الشريط الكتابي الثالث وقد حجبت الأنقاض المتساقطة على الجدار رؤية بدايات النص، لكن تم تقديرها: «إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلًا يتعب البناؤون. إن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلًا يسهر الحارس» (مزمور 127: 1)، سنة 2134 يونانية (الإسكندر المقدوني).

وجدير بالذكر أن هذا التاريخ هو تاريخ الإسكندر المقدوني وإن كتب في النقش يوناني، حيث استخدمه السريان مع جملة ما تبنوه من الثقافة اليونانية وهو يسبق التاريخ الميلادي بـ(311/2) عامًا، أي أن تاريخ بناء هذا البيت يوافق ناتج طرح (311) من التاريخ المثبت (2134) للإسكندر، ليكون التاريخ الميلادي يوافق 1823م، وبذا نكون إزاء لوح تأسيسي لدار عمرها مئتا عام.

ومن الطبيعي استخدام السنوات اليونانية إذ إن كل الكتب الطقسية المسيحية في الشرق ومنها الموصل، ومنذ القرون الميلادية الأولى، كالقرن الرابع والخامس الميلادي كانت تعتمد التاريخ والتقويم اليوناني.

*بيت تراثي لأسرة مسيحية موصلية قرب كنيسة مار توما للسريان الأرثوذكس و هذا النص منفذ ومنقور بخط جلي الثلث، ومضمونه : آية من (مزمور 15:50): «وادعني في يوم حزنك أنقذك فتمجدني».

*لوح كتابي لواجهة بيت تراثي لأُسرة مسيحية في محلة الميدان مقابل الجامع الأموي بقرب رأس القنطرة، مكتوبة بخط الثلث المحقق مضمونها «للرب الأرض وما فيها وجميع البلاد وساكنيها» (مزمور24:1). ثم: « افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد».

*كوشة واجهة(6) بيت تراثي موصلي سرياني مسيحي لآل (خَضوري الهداد) في محلة الأوس (الچولاغ)، وهو اسم مغولي يعني مقطوع اليد، قبالة كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك ܥܕܬܐ ܕܡܪܝ ܬܐܘܡܐ ܫܠܝܚܐ في حي الساعة بمدينة الموصل. السُرر والشمسات والأشرطة الكتابية التي فوق الطرحة الزخرفية النباتية (يعلوها صليب مورق) وتحتها بخط الثلث على الأسلوب العثماني للخطاط الموصلي السرياني (توما قندلا) بحدود سنة 1863م.

النصوص في هذه الصورة: «طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ» (مزمور 84 : 5). ثم (ما شاء الله).

«ما أحبَّ مساكنك يا رب القوَّات تشتاق وتميل نفسي إلى ديار الرب. قلبي وجسمي قد ابتهحا بالإله الحيّ. مثل العصفور الذي وجدَ لهُ مسكناً ومثل اليمامة التي أصابت عشاً لذاتها لتضع فيه أفراخها. على مذابحك يا رب القوّات ملكي وإلهي. فطوبى للسكان في بيتك وإلى الأبد يسبحونك»  (مزمور 84: 4-1).

*وفي هذا اللّوح سطور كتابية على الحنية الوسطى في صدر إيوان منزل «إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ.» (مز 127: 1).

*هناك بيت تراثي مميز يقع في محلة النجارين المطلة على شارع غازي بجوار مسجد الخَلال.
وفي أعلى صدر الإيوان توجد كوشة من الجص المصبوغ بلون ترابي لازوردي أزرق، تاجية الشكل ومزخرفة بتوريق نباتي، وقد سقط وهوى نطاق مستطيل الشكل وتهشم على أرض الحجرة بما كان يضمه من نص كتابي وعلى الأغلب يحتوي على حكمة عربية بخط الثلث على نحو ما أُلف من عناصر وحلي معمارية من تلك الفترة، كما يوجد في صدر الإيوان التحتي ثلاث حنايا صماء مماثلة في الأبعاد، النوافذ، وهي مشغولة بزخارف نباتية والنقش الكتابي يعلو الحنية الوسطية، و تم حفرها على حجر الرخام دون عليها اسم صاحب المنزل وتاريخ البناء.

نلاحظ أن الشريط مدون بخط الثلث على الأسلوب والطريقة العثمانية، ويوحي أسلوب الخط أنه الأسلوب ذاته الذي تمت فيه كتابة الحنيات المربعة في كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك، الذي نعلم أن من كتبه هو الخطاط السرياني توما قندلا، لأنه كان قد دون تذييلاً Colophon في ختام ذلك الزنار الكتابي بعبارة: الكاتب توما قندلا سنة 1863 مسيحية، وهو ما يدفعنا لمطابقته مع كتابات ذلك الخطاط المعاصرة للفترة الزمنية ذاتها لتجديد تلك الكنيسة، أوبعدها بسنوات قليلة.

وهذا البيت هو لأسرة قليان الموصلية، جاء في كتاب الباحث الموصلي بهنام سليم حبابه الموسوم: الأسر المسيحية في الموصل، صفحة 225 ما يأتي:

قليان: هذه أسرة من الأسر المعتبرة لدى السريان الكاثوليك، بمحلة القلعة، كان لهم بيتان واسعان قرب سوق النجارين، برز منهم المطران قليان، مطران بغداد المتوفى سنة 1949م، وقد خدم هذه الأبرشية عشرين سنة، وقبل ذلك في دمشق و ماردين كان قسيسًا في دير مار بهنام، قبل الأسقفية، وكان رجال هذه الأسرة يتعاطون التجارة، منهم كامل قليان، نزيل الإسكندرية، وآخر في إسطنبول، وكان بهجت قليان، وهو شقيق المطران بهنام، مدير ناحية في ألقوش سنة 1937م، وجرجيس قليان مدير ناحية بعشيقة، وجميل قليان كان مترجمًا في القنصلية التركية بالموصل».

*كما وجدنا نصاً آخر في بيت آخر، نقرأ فيه:

«رأس الحكمة مخافةُ الله» (سفر الأمثال 1:7).

وهو نص كتابي في صدر الإيوان، داخل كوشة وحَنية تعلوها علامة الصليب الذي ينتهي بشكل مرساة سفينة، وهو تركيب بخط الثلث على الطريقة والأسلوب العثماني، والكتابة منقورة على الرخام (الفَرش الموصلي) وتختتم بتذييل Colophon يرد فيه: «سنة 1907 مسيحية«.

ويبدو أن هذا البيت هو لأسرة مسيحية، ويقع في محلة الميدان قرب حمام القلعة وسوق النجارين وليس ببعيد عن بيت المؤرخين والمحققين: گورگيس عواد وشقيقه ميخائيل عواد.

*حنية كتابة بهيئة كوشة تاجية الشكل منفذة من الجص ذات لون ازرق لازوردي جويت)

قراءة النص:  «حسبنا الله ونعم الوكيل».

نوع الخط هو جلي الثلث ذات أرضية زخرفية، وهو بيت فرمونية قرب الساعة.

*حنية كتابية ذات أرضية من التوريق النباتي، قراءة النص: «عز من قنع، ذل من طمع»، نوع الخط : جلي الثلث وهو بيت جان، وهي أُسرة مسيحية موصلية ملاصق لبيت عبدوني الأثري في محلة المياسة أي منطقة خزرج.

*لوح كتابي في بيت تراثي في محلة خزرج قرب كنيسة مارتوما للسريان الكاثوليك، ونصه:

« فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، اِفعلوا هكذا أنتم ايضاً بهم، لان هذا هو الناموس والانبياء»

(متى 7: 12)، ومؤرخ بسنة 1871م.

واللوح منفذ بخط الثلث بالأسلوب والطريقة العثمانية، منقور على حجر الرخام، ومن أسلوب الخط وتاريخ التنفيذ يحتمل أنها بخط الخطاط السرياني توما قندلا.

*بيت تراثي موصلي من العهد العثماني الأخير، في محلة (الخزرج) لأسرة سريانية مسيحية، نقرأ في كوشة واجهة صدر إيوان المنزل عبارة (ما شاء الله، لا قوة إلا باللّه) بخط الثلث على أرضية جصية باللون الأزرق اللازوردي (الچويت) وفي المجنبة للغرفة اليمنى.

شريط و زُنّار كتابي بخط الثلث منقور على رخام أزرق رصاصي (الفَرش الموصلي) يشتمل على نص كتابي من سفر المزامير/ العهد القديم وفيه نقرأ:

“سبِّحوا الرب يا جميع الأمم وامدحوه يا سائر الشعوب لأن قد قَوِيَتْ رحمته وحقُّ الرب يدوم إلى الدهر”. هـ (هللويا) هللوا وسبحوا للرب.

الاستنتاجات

1. تم تنفيذ هذه النقوش في صدر الإيوان والكوشات والواجهات والحنيات والأعمدة والشبابيك والأقواس.

2. تنوع التنفيذ إما بطريقة الحفر البارز على الحلان والفرش أو الجص.

3. تم استخدام أربعة أنواع من الخطوط في تلك النقوش وهي الخط السطرنجيلي والشرقي (النسطوري) والغربي (السرطا) وخط الثلث العربي.

4. ضمت نصوص النقوش آيات من الكتاب المقدس والمزامير وبعض الحكم.

5. أشهر من قام بخط تلك النقوش هما الخطاطان توما قندلا وبهنام لويس.

المصادر

– كتاب الرسامات الكلداني.

– الجادر، عادل هامل : اللغة السريانية – قواعد وتطبيق -، دار الحكمة، بغداد، 1980.

– الجمعة، احمد قاسم: مهنة الترمخيم التراثية في الموصل،ضمن وقائع ندوة (المهن والحرف الشعبية القديمه في مدينة الموصل، مركز دراسات الموصل.

– رزق، عاصم محمد: معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، مكتبة مدبولي، القاهرة،200.

– سعيد، سامر الياس: الحجارة الناطقة- بصمات مسيحية في اسفار العمارة الموصلية، مطبعة هارون، ودهوك، 2012.

– الصابوني، محمد علي، صفوة التغايير، ج3، بيروت 1981.

– الكداني: كتاب الصلاة الطقسية، ج2، ج3، (طبعة بيجان).

– کتاب جامع للصلوات الطقسية (حوذرا ).

– حداد، الاب بطرس: الكتابات السريانية في العراق، مجلة مجمع اللغة السريانية في العراق. مج 1، 1976  مطبعة التايمس، بغداد.

– فندقلي، عامر جميل: التراث الموصلي الموروث، دار المشرق الثقافية، دهوك، 2016، (الحرف المهنية في الموصل/ النقارون)، ص 169-171.

– بهنام سليم حبابه: الأسر المسيحية في الموصل، المديرية العامة للثقافة السريانية، أربيل،  2012.

– سيوفي، نقولا: مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل، عني بتحقيقها ونشرها سعيد الديوه چي، مطبعة شفيق، بغداد، 1956.

الهوامش

(1) الجادر، عادل هامل : اللغة السريانية – قواعد وتطبيق -، دار الحكمة، بغداد، 1980، ص 8.

(2) رزق، عاصم محمد:معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، مكتبة مدبولي، القاهرة، 200، ص 21

(3) رزق، المصدر السابق، ص 22

(4) سعيد، سامر ألياس: الحجارة الناطقة- بصمات مسيحية في أسفار العمارة الموصلية، مطبعة هاورا، دهوك، 2019، ص 92.

(5) الجمعة، أحمد قاسم: مهنة الترخيم التراثية في الموصل، ضمن وقائع ندوة (المهن والحرف الشعبية القديمة في مدينة الموصل، مركز دراسات الموصل، ص 3.

للمزيد ينظر كذلك: فندقلي، عامر جميل: التراث الموصلي الموروث، دار المشرق الثقافية، دهوك، 2016، (الحرف المهنية في الموصل/ النقارون)، ص 169-171.

(6) للمزيد من المعلومات عن الواجهات  ينظر:  المعاضيدي، عادل عارف فتحي: الواجهات الفنية والعمارية للدور التراثية في الموصل، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الموصل، 2002.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap