أنطلقت، الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024، وعلى قاعة قرطبة بفندق المنصور ميليا في العاصمة بغداد، فعاليات مؤتمر “مواجهة خطاب الكراهية وإعادة بناء الثقة بالمجتمع العراقي”، والذي تقيمه دائرة قصر المؤتمرات التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية.
وأستهل المؤتمر، الذي جاء برعاية دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وإشراف وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، بكلمة ترحيبية ألقاها مدير عام دائرة قصر المؤتمرات الدكتور منتصر صباح الحسناوي، أوضح من خلالها رؤية الوزارة ودائرة قصر المؤتمرات ودورهما في مواجهة تفشي ظاهرة خطاب الكراهية في البلاد.
وتضمنت الجلسة الأولى من المؤتمر، التي أدارها الإعلامي ثائر الحسناوي، عدداً من المحاور، أبرزها (حماية المكونات العراقية من خطاب الكراهية) لمدير عام الثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان كلدو رمزي أوغنا، والتي تناول فيها مخاوف وهواجس المكونات العرقية من تنامي خطاب الكراهية في العراق، مشيراً إلى أهمية تشخيص جذور خطاب الكراهية من أجل إيجاد حلول لمناهضة هذا الخطاب.
وأضاف أوغنا، أن “العمل يحتاج إلى عمل إنساني متكامل ليس فقط من قبل مؤسسة واحدة أو مجهود فردي، بل يجب أن يكون هناك مشروع حكومي متكامل يشارك فيه المجتمع المدني والإعلام والحكومة”، مؤكداً ضرورة وجود تشريعات جديدة تشخص المسؤولية بشكل واضح على منخرطي ومروجي خطاب الكراهية، فضلاً عن وجود عقوبات رادعة ضمن هذه التشريعات تعاقب المخالف والمروج لهذا الخطاب.
وأكد أوغنا، أهمية العودة إلى التاريخ للحد من جرائم خطاب الكراهية، مشيراً إلى أن كل الأعمال الإجرامية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي على مر التاريخ بدأت بخطاب تحريضي يحض على الكراهية ويؤججها بين المكونات.
وأستعرض أوغنا في ختام مشاركته، أثر خطاب الكراهية على المكونات العرقية على مر التاريخ، موضحاً أن مذبحة سميل التي أرتكبت في ثلاثينات القرن الماضي، وأدت لمقتل أكثر من خمسة آلاف شخص، فعل شنيع بدأ بخطاب رسمي يدعو إلى التحريض على مكون بذاته، وكذلك أحداث داعش عام 2014 كان هنالك خطاب مؤدلج.
وأقيم على هامش المؤتمر، معرض لنتاجات دار المأمون للترجمة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
وقد شاركت في جلسات المؤتمر نخبة من الشخصيات الرسمية والسياسية والدينية والأكاديمية من مختلف أطياف ومكونات المجتمع العراقي.
جدير بالذكر، أن المؤتمر شهد حضور وكيل وزير الثقافة قاسم السوداني ممثلاً عن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية النائب فاروق حنا عتو، الأمين العام لمجلس النواب العراقي صفوان بشير، إضافةً إلى عدد من المديرين العامين في وزارة الثقافة والوزارات الأخرى، فضلاً عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء.