وعد الله إيليا
وأنا على قِمّةِ جَبَلٍ في السّماء
حَلَمْتُ برأسي المقطوع مثل ( يوحنّا المعمدان )
لم يَعُدْ يُخيفُني الموتُ ،حتى لو ماتَتِ الشمسُ أمامي
أعْلَمُ جيّداً بأنَّ الملاكَ ( جبرائيل ) يَحميني
من الراقصة ( هيروديا ) والملك ( هيرودس )
ومن هذا العالم المُرعِب والمُحَيِّر والزائل
الذي يحتسي الإثمَ والخطيئة كالقهوة
ويرقدُ بين ظلالِ العتمة وأوساخ الكراهية
لقد اختَفتْ الكآبة القاتلة التي كانت تَسْكنُني
ولم تَعُدْ الحماقة والرذيلة ولذّة اللّعنة تقودُني
الى شجرةِ النّدَمِ قُرْبَ جنّة أبي آدم وأُمّي حوّاء
وحبائل الشّيطان الذي حاولَ يائساً نَهْشَ جسدي
سَأكْنُسُ الصّدى بخصلاتِ شَعري وأصِلُ المدى
وأخْرُجُ من ضوضائي وضجيجي القديم
غير نادمٍ على عُمري الذي مضى سريعاً
ونهاياتي المُكلّلة بالظَّفَرِ التي بدأَتْ من جديد
سألعَبُ مع الريح وأتحدّثُ مع الغيوم والقمر
وأسْكَرُ بالمحبةِ وأتكلّمُ بلُغةِ الصّمتِ والزهور
قبلَ أنْ أدْخُلَ إلى الفِرْدَوْسِ ويُقْرَأَ سِفْرُ حياتي
ومعي كُلُّ ضحايا الحرب والمنبوذين والمتروكين
أتناولُ القُربان من مذبح الرب وأتنفّسُ عِطْرَ الأبدية
سأغْفِرُ لِكُلِّ الذين آضطهدوني وظلموني وشرّدوني
وأَغْلَقوا البابَ عَليَّ وأَسْكَتوا صَوْتي وسَرقوا زيزفوني
سَأَتْرُكُ دَمي على ظَهْرِ الخيول السماوية وصخور الملكوت
وأُعيدُ لِنَفْسي هَيْبَتَها ومكانتَها المرموقة بين القدّيسين…!