كرنفال معرض الكتاب المفتوح والإقتصاد البنفسجي

جريدة الدستور البغدادية..
———-؛ ؛————

بعدد يوم الخميس المصادف 4/4/2024 نشرتُ بزاوية “نقّار الخشب”مقالاً جاء بعنوان “إقتصاد الثقافة..ثقافة الإقتصاد”تناولتُ فيه -من جملة ما تناولت- موضوعة ما أسموه الفرنسيون ب”الإقتصاد الأخضر”حث رأيتُ فيه”أي هذا النوع من الإقتصاد” بعضاً من ملمح جمال ونبض الأيام الثلاث التي زهت بها وحلّقت “عنكاوا”مدينة التوادد والتأخي والسلام من خلال معرض الكتاب المفتوح بدورته الثلاثة ،تلك التي دعت ودأبت على إقامتها المديرية العامة للثقافة والفنون السيريانيّة-منذ سنوات- فقد صادفت أعمال هذه الدورة على مدار أيام 25-26-27 من شهر آيار الجاري حملت عنوان ” التنوّع الثقافي .. رافد حياة”،وقد تخلل ذلك إلى جنب معرض الكتب بمشاركة عدد من دور النشر والدوائر والجهات الثقافية،إقامة جلسات حوارية وقراءات شعريّة وحفلات توقيع لاصدارات متنوّعة وجديدة لوجوه وشخصيات أدبية /ثقافية وفنية ممّن يمثلّون جانباً من عراقة تأريخ السريان وعمقهم الحضاري و الإنساني،فضلاً عن وجوه أخرى لعدد من مثقفي العراق ولبنان كانون قد تشاكوا وتحاورا في مختلف مشارب وشؤون الثقافة والفن ونواحي الأدب، لعل ما دعاني للحديث والتوثيق لهذا الحدث المعرفي و الثقافي والكرنفالي الذي صاحب و رافق فقرات وبرامج وأنشطة جميع أيام المعرض،هو دقة وبراعة التنظيم والتناغم ما بين طرق عرض الكتب من جهة،وما بين الفقرات الفنية والتراثية التي صاحبت وتخللّت،على نحو باذخ من الجمال والإناقة منجهة أخرى أملاً وسعياً حقيقياً في صناعة الفرح وبث روح التفاؤل والأمل،عبر تفاعل حيويّ جمع الثقافة بالحياة، وهذا بعض ما جاء ينشده ويسعى الوصول إليه ما يُعرف ب”الإقتصاد البنفسجي”الذي كان أن يتحقق على نحو أشمل وأفضل،لو توفرّت له الظروف و رُصدت الإمكانيات الماليّة واللوجستية في معرض الكتاب المفتوح،لذا صار بعد كل ما ورد أن أعيدُ التذكير بما يخص نشري لعمودين سابقين ذات صلة وثيقة بالموضوع الذي نشرتُه ضمن زاوية”نقّار الخشب” الأول منشور يوم 8آب/2018 تحت عنوان”الإقتصاد البنفسجي” والثاني في يوم 18/مايس عام /2020 جاء بعنوان”إقتصاد بلون البنفسج”، تناولت فيه طبيعة هذا النوع وبهذا اللوّن بالذات بعد أن شكلّت قائمة الألوّن المقرونة بالإقتصاد ظاهرة تسويقيّة باهرة وماهرة فيما يتعلّق بكافة وكثافة جوانب هذا النوع الثقافي من الإقتصاد الذي بانت ملانح ظهوره-لأول مرة-في العام/2011 من خلال نشر وثيقة في النسخة الإلكترونية من صحيفة ” اللوموند “الفرنسيّة موقعة من قبل هيئة إدارة جمعية “ديفيرسيوم”تدعو بدورها إلى تأسيس أول منتدى دوّلي في “باريس”مختص بهذا النوع من الاقتصاد وبرعاية منظمة ” اليونيسكو” وبتزكية البرلمان الأوروبي وبشفوعية المفوضية الأوربية،بحسب تقارير سابقة لمجموعة العمل المؤسساتي الأول حول عقيدة هذا الاقتصاد والذي أنعقد في تموز/2013- ما بين الأعمال البنفسجية بإعتماد أحقية المُهن البنفسجية من خلال غايات إرتباطه بالمحيط الثقافي من أجل تحقيق الربح المادي والمعنوي بما يتعالق و يتحدّ مع مخططات المدينة من حيث نواحي العمران ومفاصل التطوّر الحضاري واليومي والتراثي من جهة،وإمكانية طبيعة التعامل مع الثقافة بكل جوانبها-من جهة أخرى-
عبر تبنّي وظائف الامكانيات البشريّة ومحاولات التسويق والإتصال بغية أن تكون الثقافة مربحة،ومن المؤكد والحتمي حسبان أثر نتانج تطوّر البعد الرابع من الثورة الصناعيّة متمثلأً بالطفرة الرقمية “الديجيتل” وتثمين وتمتين صلة العلاقة الوثقى مع إقتصاديات المعرفة،بالاخص بعد الإنتقال النوعي للإنسان من عالم المعارف إلى عالم المعلومات،وهذا بعض ما رأيت وتلّمس ملامحه في معرض الكتاب المفتوح في عنكاوا-مؤخراً-.
حسن عبدالحميد
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap