أختتمت، مساء الخميس 10 نيسان 2025، فعاليات مهرجان التراث السرياني في نسخته الخامسة، بنجاح باهر وسط حضور جماهيري متميز خلال أيامه الأربعة، والذي نظمته مديرية التراث والمتحف السرياني التابعة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، في موقعه المعتاد بمنطقة دركَة مقابل تل قصرا الأثري في قلب قضاء عنكاوا بمحافظة أربيل.
وأستهل اليوم الأخير فعالياته بعرض فلكلوري فني قدمته فرقة (كَبارا) القادمة من أرمينيا، حيث تخلل اليوم الأخير من المهرجان عروض ولوحات فلكلورية فنية وغنائية قدمتها الفرق المشاركة في المهرجان، أبرزها فرقة (نمرود) من روسيا، إضافة إلى الفرقة السريانية للفنون التابعة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان العراق.
وألقى المدير العام للثقافة والفنون السريانية، كلدو رمزي أوغنا، كلمة أكد فيها أن “مهرجان التراث السرياني يُـعد أقوى التجليات العملية للتمسك بالهوية الثقافية والقومية لأنه لا يكتفي بتقديم عروض فنية وفلكلورية”، مشيراً إلى أن المهرجان “يترجم الهوية إلى تجربة حية يشعر بها الفرد والمجتمع من خلال إعادة إحياء اللغة، الأزياء، الحرف اليدوية والموسيقى”.
وأضاف أوغنا “أستمرارية أحتفالنا السنوي، هو تكرار لفكرة أستمرارية ثقافتنا القومية كما كان سابقاً أكيتو عيدٌ للتجديد، وإعلان حي بأن ثقافتنا القومية ما زالت نابضة، فخورة ٌ بما قدمته وراسخة ٌ في قلب التاريخ والمستقبل، فنحن هنا نعرف من نكون، ونفتخر بما نحن عليه”، مشيراً إلى أن الأحتفال “يأتي في مواجهة الإنصهار، فهذه الهوية الأصيلة يجب أن لا تندثر”.
وأوضح أن “الأحتفال الجماعي هذا يعزز الإحساس بالفخر والإنتماء للهوية القومية، فهو اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية بل جزء من كيان نابض بالحياة، تذكير بتاريخنا العميق الذي يمتد إلى بابل وآشور، فتمسكنا بالهوية ليس مجرد حنين إلى الماضي بل فعلٌ مقاوم وبنَّاء للمستقبل، لأنه يمنحنا نحن الأفراد والمجتمع الإحساس بالكرامة”.
وفي ختام كلمته قدَّمَ أوغنا رسالته إلى الجيل الجديد من أبناء شعبنا، مؤكداً أن “هويتنا ليست من الماضي، بل كنزٌ حي يمكنكم أن تحملوها بفخر وأن تبنوا مستقبلكم، فتمسككم بلغتكم وتراثكم ليس عبئاً بل هو فخر كبير، فنحن لا نمسك بالرماد بل بالجمر المتقد لحضارتنا النهرينية”.
وشهد اليوم الأخير من المهرجان توزيع الدروع التقديرية على الداعمين والرعاة الرسميين للمهرجان، لعل من أبرزها تقديم الشكر والتقدير لإيبارشية أربيل الكلدانية التي تقلد الدرع نيابة ً عنها الأب زيا شابا، والأب مارتن نبيل عن بطريركية كنيسة المشرق الآشورية، حيث تعد الكنيستان من الداعمين الرئيسيين للمهرجان.
كما تخللت فعاليات اليوم الأخير مشاركة مصممة الأزياء الألقوشية (صخوا كادو) بعرضٍ مميز لمجموعتها المستوحاة من الحضارات النهرينية، لتجسد من خلالها روح الهوية وأصالة التراث.
وتضمن اليوم الرابع والأخير من المهرجان، تقديم باقات غنائية شارك فيها عدد من فناني شعبنا (نينوس رول، آشور لازر، ميرنا إيشو) إضافة إلى الفنانة المتألقة ليندا جورج التي كُرمت من قبل المديرية بالدرع الذهبي للإبداع السرياني، والفنان القدير سركون يوخنا، اللذان أشعلا مسرح المهرجان في يومه الأخير بمجموعة رائعة من الأغاني التي ألهبت حماس الجماهير وتفاعل معها في أداء الدبكات التراثية حتى ساعات متأخرة من المساء.
جدير بالذكر، أن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بحكومة إقليم كوردستان دأبت على تنظيم مهرجان للتراث السرياني في نيسان من كل عام، تقام خلاله فعاليات تراثية وشعبية متنوعة، حيث أقيم هذا العام للفترة (7 – 10) نيسان 2025.
























































