الثقافة السريانية تحتفي بالشاعر السرياني الكبير (زهير بردى) في أُمسية تأبينية

أقامت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان، أُمسية تأبينية للشاعر السرياني الكبير (زهير بهنام بردى)، على قاعة كلكامش بالنادي الكاديمي الاجتماعي/ عنكاوا، مساء الإثنين 6 حزيران 2022، بحضور مار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب – أربيل وسائر إقليم كوردستان للسريان الكاثوليك، وآنو جوهر عبدوكا وزير النقل والاتصالات بحكومة إقليم كوردستان، والقنصل العام لدولة فلسطين في إقليم كردستان نظمي حزوري، وعدد من المسؤولين الإداريين والحزبيين والآباء الكهنة وممثلي منظمات المجتمع المدني فضلاً عن عائلة الفقيد وجمهور من المثقفين ومحبي الشاعر الراحل، ومتذوقي إبداعه الشعري.

اِستهلت الأُمسية بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على روح الفقيد وأرواح جميع رواد الثقافة السريانية الراحلين، وفي كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، تحدث مديرها العام كلدو رمزي أوغنا عن إسهامات الراحل في الفعاليات الثقافية المنوعة التي دأبت المديرية على إقامتها “إذ كان حاضرًا في الأسابيع الثقافية بأمسياتها الشعرية الجزيلة، وفي الحلقات الدراسية التي تسلط الضوء على دور السريان في الثقافة العراقية، ولم يكن مجرد مشارك، بل كان شعره أحد المحاور التي يتدارسها الأكاديميون المشاركون، لما لها من خصوصية وتميّز.. هذا فضلًا عن كونه مساهمًا في تحرير مجلتنا الغراء (بانيبال) وجريدة (مردوثا) ومستشارًا لتحريرهما.. كما حظيت سلسلة الثقافة السريانية التي تصدر عن مديريتنا، بشرف إصدار مجموعته الشعرية (المكان إلى الأبد) في بواكير إصداراتها، التسلسل (7)، باللغتين العربية والسريانية”، كما أشار إلى دعم الراحل للطاقات والمواهب الشابة ومساندته لها لتأخذ فرصتها في قيادة المسيرة الثقافية لتكون ثقافتنا السريانية دائمًا في المكانة التي تستحقها.

تلتها كلمة مار نثنائيل نزار عجم أُسقف أبرشية حدياب للسريان الكاثوليك تناول فيها متناقضات الحياة والتضاد الذي تضعنا أمامه، وأضاف: “الرحيل والوصول، أحدهما يجرح القلب والآخر يبلسم الجروح، فالرحيل عن الأهل والأصدقاء والأدباء يجرح القلب بالتأكيد، لكن الوصول إلى الأبدية يبلسم قلوبنا جميعًا. التناقض الثاني هو الحزن والفرح، إذ نحزن لفراقه ومغادرته الحياة الأرضية ونفرح لعلمنا أننا سنلتقي في الحياة الأبدية. إنها تناقضات قد تجعل من لحظات ألمنا لحظات فرح وأمل ورجاء”. وختم بالقول: “رسالتي إلى عائلته هي: زهير سيبقى حاضرًا بيننا بكتاباته وشعره، كل كلمة كتبها ستبقى خالدة في سماء بغديدا والوطن”.

ثم جاءت كلمة الأديب روند بولص عن الاتحادين العام للأدباء والكتاب في العراق واتحاد الأدباء السريان تناول فيها سيرة الشاعر وكيف كتب للوطن و الطفل و المرأة، في مسيرة أدبية امتدت الى نصف قرن، ناثرًا كتاباته ونصوصه في معظم الدوريات و الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية العراقية و العربية، مشيرصا إلى صدور مجموعة شعرية جديدة ،بطبعة أنيقة، بعنوان (أكسيوس حواء) عن الاتحاد العام للادباء و الكتاب في العراق، بعد رحيلة بأيام قليلة.

ثم ألقى الشاعر عبدالله نوري قصيدة رثاء مهداةً إلى روح الفقيد، تلتها شهادة حياة عن الفقيد قدمها الشاعر أنس عبد الرحمن برفقة الشاعرَين جميل الجميل وآرام أبو وديع، ثم قصيدة رثاءٍ للشاعر أمير بولص، أعقبتها شهادة حياة عن الراحل قدمها سعد بهنام بردى، شقيق الفقيد.

جدير بالذكر أن كورال بغديدا المصحوب بأوركسترا كنّارة بقيادة الأب دريد بربر قد زيَّن الأُمسية التأبينية بمجموعة من التراتيل السريانية العريقة وباقة من المعزوفات الموسيقية الشجية وأضفى على أجوائها روحانيةً وشجنًا شفيفًا يحاكي شاعرًا مرهف الحس كالاستاذ زهير.

وفي الختام تلت الآنسة (رؤى زهير بردى) كلمة عائلة الراحل (زهير بردى) شكرت خلالها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، مديرها العام وكوادرها، على كل ما بذلوه من جهود في إعداد وتنظيم هذه الأُمسية التأبينية، متمنيةً باسم العائلة، للمديرية العامة دوام التطور والازدهار ولمديرها دوام الموفقية ومزيدًا من النجاح. ثم قدّم المدير العام للثقافة والفنون السريانية لعائلة الفقيد درعًا تكريميًا عرفانًا بمآثر الفقيد وتكريمًا لمنجزه الفكريّ الثر وتحيةً لروحه.

عُرِض بعدئذٍ الفلم الوثائقي (من سيكون هنا معي بعدك): فكرة وإعداد: بطرس نباتي، كتابة النص: هيثم بردى، قراءة النص: شمعون متي وإخراج: ليث بنيامين عن حياة الراحل وأبرز إسهاماته الشعرية وكيف وظّف موهبته الشعرية باللغة العربية ليفتح آفاقٌا جديدة أمام الثقافة السريانية وليكون سفيرها لدى الثقافتين العراقية والعربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap