في ذكرى رحيله… العلامة سهيل قاشا في سطور

نمرود قاشا

-ولد سهيل قاشا في قره قوش – بغديدا ، بمحافظة نينوى عام 1942، وهو باحث ومثقّف موسوعيّ ومفكّر مجدّد، بدأ مشواره بالتأليف عام 1963حين نشر في بغداد بحثًا فلسفيًا لاهوتيًّا بعنوان” أنت من أنت؟”. أتبعه بنشر أكثر من مائة كتاب في مختلف مجالات التاريخ والثقافة، قسم منها بأسماء مستعارة منها:صهيب الرومي.

-في منتصف الستينيّات أهداني مجموعة قصصية بعنوان (صور من المجتمع) قلما تمّت الإشارة إليها عند كتابة سيرته الذاتية، وهي على ما أعتقد أول كتاب صدر له.

 -بعد تخرجه في الإعدادية الشرقية بالموصل عام1960 وإكماله الدورة التربوية تمّ تنسيبه معلمًا في مدارس عديدة بزاخو وحمام العليل وتلعفر والحمدانية.

-فضلًا عن كتبه المنشورة، له العديد من الكتب غير المنشورة، منها كتاب موسوعي بعنوان ( تاريخ قره قوش– أربعة اجزاء)، تاريخ مار بهنام الشهيد (ثلاثة أجزاء) ومسرحيات (الميلاد، مار بهنام، الجلجلة ويوسف الصديق)، وروايات (الكاهن المجهول، كشف القناع) وكتابان آخران بعنوان التوراة البابلية، والسريان تاريخ وحضارة.

-عُرف قاشا باسترساله في الحديث والإجابات المطوّلة وبقابلية عجيبة على الاحتفاظ بالأسماء والتواريخ والمواقع التاريخية. لذا، فعندما طلبت أن يكون ضيف برنامجي الإذاعي عام 2008 عبر إذاعة صوت السلام من بغديدي، في حوار قصير، استرسل في إجاباته حتى تجاوزت مدّة اللقاء التسعين دقيقة.

– كان صريحًا بكل ما في الكلمة من معنى، وصراحته هذه خلقت لدية الكثير من الإشكالات مع شخصيات كنسية ومدنية. وثّق صراحته هذه أحيانًا في كتب صدرت له، إذ لم يعرف أنصاف الحلول حتى أيامه الأخيرة.

– تخرّج في جامعة الموصل عام 1987 حاصلًا على بكالوريوس في التاريخ، ثم سيم كاهنًا في 17 تموز  1994،  بعدها كلفه البطريرك أنطون الثاني حايك بإدارة الإكليريكية الكبرى في دير الشرفة، فبقي في دير الشرفة ستة أعوام ثم انتقل إلى دير يسوع الملك حيث سكن ومارس بعض الخدمات الروحية والتدريسية. وهناك مرة زرته لآخر مرة، خلال زيارتي لبيروت صيف 2014، وكانت غرفته تعجّ بالكتب المكوّمة في أنحائها حتى لتكاد تقارب السقف، ولا تترك مكانًا إلا لسريره وكرسيين.

-رغم تطور التقنية، كان يواصل خطّ كتبه بيده، ولم يمتلك هاتفًا نقّالًا أو بريدًا إلكترونيًّا أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولهذا كان الاتصال به متعذّرًا ، إلا من خلال الهاتف السلكي الموجود في استعلامات الدير، وقلّما كان يتواصل عبره.

-لم يمتلك واسطة نقل شخصية، واستغل حواراته مع السائقين الذين يقلونه، عبر توجيهه سؤالًا واحدً إليهم: كيفك أنت والمسيح؟ في إصدار ما دوّنه منها في كتاب بأربعة  أجزاء عنوانه (كيفك أنت والمسيح؟) .

-رحل في  أحد مشافي بيروت، بعيدًا عن الموصل التي نشأ فيها وكتب عن تاريخها طيلة حياته، في 21  شباط 2022. بيروت التي اختارها مكانًا لإقامته منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقد شُيّع في كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك، بحضور عدد من الشخصيات بمن فيهم أركان السفارة العراقية في بيروت. ونقل جثمانه إلى مثواه الأخير ليوارى الثرى في بلدته بغديدا .

-في ذكراه السنوية الأولى تناساه وطنه، فلم تبادر أيّ جهة ثقافية أو دينية إلى إقامة حفل تأبينيّ. ولكن لبنان كان وفيًّا له وللعقود الثلاثة الأخيرة من حياته التي عاشها فيه، فأقامت المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات (أويسكو) حفلًا تأبينيًّا برعاية مطران جبل لبنان جورج صليبا ومشاركة جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة، مؤسسة ناجي نعمان الثقافية،  بحضور نخبة من الشخصيات الدينيّة والأكاديميّة والثقافيّة والأدبيّة والإعلامية من داخل لبنان وخارجه من رفاق وأصدقاء وتلامذة ومحبّي الراحل الكبير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap