من أعلام السريان الباحث الموسيقي زكريا يوسف (1911-1977)                   

مهيمن ابراهيم جزراوي

يعد الباحث الموسيقي (زكريا يوسف) احد الباحثين المرموقين ، ومن الرواد الأوائل في مجال البحث الموسيقي الأكاديمي في العراق المعاصر ، اذ ترك بصماته على مسيرة الحركة العلمية ، ورفد المكتبة الموسيقية بعدد زاخر من المؤلفات القيمة ، ومن المؤسف حقاً تشتت أعماله التي طواها النسيان ، وعلى وجه الخصوص مؤلفاته المخطوطة التي لم يتم طبعها ونشرها حتى الآن. من خلال دراسة سيرته الذاتية والفنية وتوثيق مسيرته المتزامنة مع مسيرة تطور البحث العلمي الموسيقي في العراق لفترة تربو على نصف قرن من الزمن ، نحاول تسليط الضوء على هذا الباحث المغمور الذي أفنى حياته بجمع مخطوطات الموسيقى العربية المتناثرة في مختلف مكتبات دول العالم، وعمل على تحقيقها وشرحها ونشرها.

ولادته وتعليمه

ولد زكريا يوسف في نينوى – الموصل عام 1911م. واسمه الكامل هو (زكريا يوسف توماشي) غير انه كان معروفا بـ(زكريا يوسف) في الأوساط الثقافية والموسيقية. وكان هاويا للموسيقى شغوفا بها منذ نشأته ، فتتلمذ على حب الموسيقى وسماعها. وفي السادسة من عمره (اي في العام 1917م) دخل (مدرسة شمعون الصفا الابتدائية في الموصل) وكانت تابعة للكنيسة الكلدانية وتديرها مجموعة من الراهبات، وفي احد الأيام طلب الأستاذ جميل نوري (معلم الموسيقى والنشيد في المدرسة) من تلاميذه تشكيل فرقة طلابية موسيقية ، فكان زكريا أول من لبّى النداء بدوافع حبه للموسيقى، يشاركه في ذلك زميله الموسيقي المعروف سعيد شابو (الموصل 1910م – بغداد 1995). وكان ذلك قبل أن ينهي دراسته الابتدائية ، أي بعمر عشر سنوات تقريبا. وتعلم في تلك الفرقة الموسيقية الصغيرة العزف على الآلات الموسيقية الهوائية ، ومن ثم أصبح هذا التلميذ الصغير عازفا على آلتي الترومبيت والترمبون النحاسية الهوائية في فرقة المدرسة ، وكانت المشاركة مع تلك الفرقة هي نقطة البداية مع الموسيقى.

الانتقال من الموصل إلى بغداد

عند تخرجه من مدرسة شمعون الصفا وحصوله على الشهادة الابتدائية عام 1926، سعى معلم الموسيقى والنشيد الأستاذ جميل نوري ومدير المدرسة إلی انتقاله الى بغداد. فترك زكريا يوسف الموصل من اجل تكملة دراسته في العاصمة بغداد، ودخل (دار المعلمين الابتدائية)، لأربع سنوات وهي سنوات الدراسة في الدار، ودرس النشيد على يد الأستاذ نوري ثابت (مدرس الرياضة والنشيد) في الدار، وهو صاحب جريدة (حبزبوز) المشهورة. وأثناء دراسته في الدار شكل فرقة موسيقية غنائية أطلق عليها (فرقة دار المعلمين الابتدائية) ، التي تتألف من (سعيد شابو على آلة الترومبيت ، لويس فرنسيس على آلة الآلتو ، وزكريا يوسف على آلة الترمبون، ويعقوب عبد المسيح على آلة الكونترباص ، وخليل حنا على آلة الباريتون).

وبعد تخرجه من الدارعام 1929 جاء وقت العمل ، وهموم الحياة الاخرى ، لكن ذلك لم يبعد الهاوي الموسيقي الشاب عن دراسة الموسيقى نظرياً على نفسه، إذ بدأت الكتب والمصادر الموسيقية تأخذ كل وقته، وفي الوقت نفسه كان زكريا قد تعلم العزف على آلة الكمان في بغداد على يد الملحن والموسيقار العراقي البارع صالح الكويتي (الكويت 1903م – اسرائيل 1986م) ، مما شجعه واعطاه دافعاً مضافاً للدخول لاحقا في معهد الفنون الجميلة – قسم الموسيقى ، لدراسة آلة الكمان بصورة علمية ومنهجية.

في عام 1936م افتتح أول معهد للموسيقى في بغداد والذي أصبح فيما بعد – معهد الفنون الجميلة – وكانت هذه فرصته في الدراسة الموسيقية المنتظمة ، إلا أن الرحلة من الموصل إلى بغداد ومن بغداد إلى الموصل ، ابتلعت من عمره ثمان سنوات ، فقد استمرت رحلة المساعي لقبوله في المعهد حتى عام 1944م ، حينها تحقق حلمه أخيرا وانتظم طالبا في معهد الفنون الجميلة – قسم الموسيقى – الدراسة المسائية – القسم الغربي لدراسة آلة الكمان ، وتتلمذ على يد الأستاذ الروماني الشهير (ساندو آلبو) ، وفي نفسه الوقت كان يقوم بتدريس مادتي مبادئ الموسيقى النظرية وتاريخ الموسيقى العربية في القسم الشرقي للمعهد، لكنه لم يهتم بالعزف قدر اهتمامه بكيفية البحث في الموسيقى العربية.

يقول الأستاذ باسم حنا بطرس ﭽاﭽا عن الباحث زكريا يوسف : ((عرفته في عام 1945م معلما في مدرسة الطاهرة الابتدائية في بغداد حيث كنت تلميذا في الصف الخامس الابتدائي آنذاك ، وهو يحمل آلة الكمان معه ليقود إنشادنا للأناشيد المدرسية ، مفتتحا فترة اصطفاف التلاميذ مع تحية العلم ، بلحن السلام الملكي العراقي)).

في عام 1951م تخرج من معهد الفنون الجميلة – قسم الموسيقى – القسم الغربي بدرجة امتياز ليصبح معيدا في المعهد نفسه ، ومدرسا ومعاونا لرئيس القسم الشرقي آنذاك الموسيقي المعروف الشيخ علي الدرويش (حلب 1884م – حلب 1952م) ، وبحكم تقدم الشيخ في السن فقد ترك لمعاونه الشاب ، بعض مسؤولياته. وفي نفسه العام شارك زكريا يوسف كباحث موسيقي وألقى محاضرة موسيقية في المعهد الثقافي البريطاني ببغداد مساء يوم الاثنين المصادف 1951/4/16م.

رحلة العلم والمعرفة خارج العراق

لم تقف طموحات زكريا يوسف توماشي  عند هذا الحد ، اذ سعى إلى اقناع (وزارة المعارف آنذاك) لتخصيص وإرسال بعثات دراسية لدراسة الموسيقى خارج القطر ، لخريجي معهد الفنون الجميلة ، من اجل إعداد كوادر عراقية لتدريس الموسيقى بصورة علمية حديثة في المعهد ، ولسد فراغ كان الأساتذة العرب والأجانب يحتلونه ، فقد بقى بعض المدرسين العرب والأجانب حوالي ربع قرن دون أن تحل كفاءة عراقية محلهم.

في عام 1952م شارك أيضا كباحث موسيقي وقام بإلقاء محاضرة في المهرجان الألفي لذكرى مولد الشيخ الرئيس (ابن سينا) المنعقد في بغداد للفترة من 20-1952/3/28. وفي العام ذاته خصصت وزارة المعارف أربع بعثات ، تم ترشيح زكريا يوسف لإحداها ، وقد اختار الدراسة في انكلترا، توفيرا للسنة التحضيرية في دراسة اللغة، واصل خلالها بحثه وتحصيله العلمي العالي، بينما ذهب زملاؤه الآخرون إلى باريس.

وقد درس زكريا يوسف الموسيقى هناك على يد المستشرق الانكليزي المعروف هنري جورج فارمر.

في عام 1955م عاد زكريا يوسف إلى الوطن بعد ثلاث سنوات من الدراسة والبحث ، يحمل معه شهادته العليا ، وكان أول موسيقي عراقي يحصل على شهادة موسيقية أكاديمية عليا في العلوم الموسيقية ، وهي دبلوم من كلية لندن للموسيقى     (A.L.C.M.) ، فضلا عن أفكار وخبرات جديدة ، كان يظن انه يستطيع تطبيقها عند عودته لقسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ، لكنه يقول بهذا الصدد: ((أنهم لم يهضمونني ، واصطدمت بعقول لا تريد التغيير مهما كان شكله)).

في عام 1956م وبعد عام قضاه في التدريس ورئاسة القسم الشرقي في قسم الموسيقى بمعهد الفنون الجميلة قام بنقل خدماته إلى جامعة بغداد – كلية التربية للبنات (كلية الملكة عالية) آنذاك – فرع الفن ، ليتم تعيينه أستاذا لمادة النظريات الموسيقية ولمدة خمس سنوات متواصلة قضاها في التدريس الجامعي ، ليقدم بعدها طلب الإحالة على التقاعد ، ليتفرغ للبحث العلمي الموسيقي والكتابة والتأليف وتحقيق المخطوطات الموسيقية ، وتمت إحالته على التقاعد بناءً على طلبه في عام 1961م.

في عام 1962م بعد عام من إحالته على التقاعد ، شارك زكريا يوسف كباحث موسيقي في مهرجان الكندي المقام في بغداد ، وكانت حصيلة تلك المساهمة الفعالة تحقيقه لرسائل مخطوطة ونادرة للكندي ، تم طبعها وإصدارها في بغداد بهذه المناسبة.  منذ عودته عام 1955م من البعثة الدراسية وحصوله على الشهادة العليا بدأ المرض يدب في جسده وينتشر ببطء ولم يفارقه حتى وفاته ، اذ نراه في مقدمة كتابه مؤلفات الكندي الموسيقية المطبوع عام 1962م ، يقول: ((هذه مجموعة رسائل أقدمها اليوم للقراء إيفاء لوعد قطعته لهم قبل سبع سنوات. لقد كان في نيتي تحقيقها ونشرها منذ ذلك الحين ، لولا ظروفا قاسية أثرت في صحتي ، فمنعتني من انجازها ، وانجاز غيرها من مثل هذه الآثار النفيسة ، التي صرفت جهدا ليس بالقليل في التنقيب عنها والحصول عليها)). ورغم آلام المرض لم يتخلف (رحمه الله) عن المشاركة بالبحوث والدراسات العلمية في المحافل الثقافية من مؤتمرات وندوات ومهرجانات ، فضلا عن إلقاء العديد من المحاضرات الموسيقية في مجال التراث الموسيقي العربي وتاريخه وما يتعلق بتحقيق المخطوطات الموسيقية. ولم يثن المرض من عزيمته في البحث والتقصي عن هدفه في الجمع والتنقيب عن مخطوطات الموسيقى العربية المتناثرة في مكتبات دول العالم ، والعمل على تحقيقها ونشرها لآخر يوم من حياته.

للفترة من 11/18 – 1964/12/25م انعقد المؤتمر الدولي للموسيقى العربية في بغداد ، وتم انتخاب الباحث زكريا يوسف ليكون رئيسا للوفد العراقي المشارك ، وأمينا عاما للمؤتمر.

إن فكرة تأسيس أول مجمع عربي للموسيقى تعود إلى عام 1932م وكان ذلك خلال انعقاد المؤتمر الأول للموسيقى العربية في القاهرة ، غير أن المشروع طوي لسنوات. أما التاريخ الأخر ، لتأسيس المجمع ، فهو يحمل واقعا عمليا، ففي بحثه الموسوم ((التخطيط الموسيقي للبلاد العربية)) المقدم إلى المؤتمر الدولي للموسيقى العربية المذكور آنفاً، اقترح الباحث زكريا يوسف إنشاء مجمع عربي للموسيقى ، كما اقترح له نظاماُ خاصاً.

رحلة البحث وراء المخطوطات الموسيقية

انصرف الباحث زكريا يوسف إلى البحث والتنقيب عن المخطوطات الموسيقية في العراق والمكتبات العالمية في أقطار أوربا وأفريقيا واسيا ، فكان يقوم بتصويرها ، ويحققها عند عودته إلى بغداد ، وفي هذا الاتجاه حقق الكثير من المخطوطات ليضعها في متناول الباحثين الموسيقيين. كما كان يتقصى المصادر المطبوعة المتصلة بذلك فاجتمعت لديه مكتبة غنية حافلة بأمهات المصادر والمراجع المتعلقة بالموسيقى العربية، منها المطبوع والمخطوط.

إن رحلة البحث والتقصي وراء مخطوطات الموسيقى العربية ، قادته إلى مكتبات مثل ؛ مكتبة المتحف البريطاني ، وجامعة اوكسفورد، ولايدن ، والمكتبة الهندية في لندن ، والمكتبة الوطنية في باريس ، ومكتبة جامعة جنيف ، وجامعة كوبنهاكن التي تضم وحدها 300 مخطوطة عربية ، والمكتبة الوطنية في مدريد ، ومكتبة دير الاسكوريال قرب مدريد ، ومكتبة طوب قابي سراي باسطنبول التي تقتني أكثر من 7500 مخطوط عربي في مختلف العلوم والفنون، ومكتبة الجامع الأزهر ودار الكتب في القاهرة ، ومكتبات الشام وحلب ، ومكتبات دول المغرب العربي في كل من تونس والمغرب. أما في إيران وحدها فهناك (71) مكتبة عامة تحتوي على مخطوطات يبلغ مجموعها (63573) مخطوط وهي موزعة في (31) بلدة ، هذا فضلاً عن (114) مكتبة خاصة من الصعب معرفة عدد مخطوطاتها بالتحديد.

في عام 1964م تم ترشيح الباحث زكريا يوسف من قبل وزارة الثقافة والإرشاد آنذاك – وهو متقاعد – للاستفادة من منحه (زمالة) دراسية قدمتها منظمة اليونسكو ، وتركت أمر اختيار الموضوع للدارس ، فاختار موضوع دراسة مخطوطات الموسيقى العربية الموجودة في الأقطار العربية في شمال أفريقيا وفي مكتبات إيران وأفغانستان وباكستان والهند؛ لأن هذه المخطوطات غير مفهرسة عكس المخطوطات الموجودة في المكتبات الأوربية ، ولأن المعلومات المتوفرة عما تحويه هذه المكتبات من آثار علمية قليلة. وتعد هذه الدراسة مكملة لبحوث فارمر في الموسيقى العربية. ففي مكتبة جامع القيروان في تونس ، مخطوطات عديدة كانت مجهولة تماما، وكذلك مخطوطات جديدة وجدها في ثلاثين مكتبة موزعة على المدن الإيرانية وحدها ، ونتائج هذه الرحلة طبعها على حسابه الخاص في كتيبات منفصلة عن كل بلد على حدة.

حرص الباحث زكريا يوسف على متابعة علاقات الصداقة الواسعة التي بناها من خلال شخصيته البسيطة والمتواضعة ، مع العلماء والأساتذة والباحثين الموسيقيين من مختلف أنحاء العالم، وتواصله الدائم معهم عن طريق المراسلات البريدية التي استمرت حتى وفاته ، فضلا عن أمناء المكتبات الحكومية والمكتبات الجامعية وأصحاب المكتبات الخاصة وغيرهم في مختلف الدول.

للمدة من 10-1966/5/20 شارك زكريا يوسف في حلقة دراسية بعنوان (Ankara Musiki Kollekumu) والمنعقدة في (انقرا – تركيا) مندوبا عن الجمهورية العراقية.

في عام 1975م وجهت له دعوة للمشاركة في مؤتمر بغداد الدولي الاول للموسيقى المنعقد في بغداد ، من قبل اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى بوزارة الثقافة والإعلام ، التي خططت وأشرفت على تنظيمه وانعقاده، وتكليفه بإعداد وتقديم بحث ودراسة عن مخطوطات الموسيقى العربية.

تأسيس أول وأضخم مكتبة موسيقية في العراق

منذ عام 1951م ، وبعد تخرج الباحث زكريا يوسف من معهد الفنون الجميلة وتعيينه في نفس المعهد نفسه، ولإيمانه بأهمية الجانب العلمي في الموسيقى سعى اول ما سعى إلى إنشاء أول مكتبة موسيقية في المعهد لتكون مرجعا علميا للطلبة، ومن مخزن وزارة المعارف آنذاك، ومكتبة المجمع العلمي العراقي، وبعض الاهداءات، ومخصصات مالية تقدر بـ(50 دينار سنويا آنذاك) استطاع الحصول على بعض الكتب والمصادر التي بلغ عددها عند افتتاح المكتبة       (2000) كتاب.

فضلا عن ذلك يعد الباحث زكريا يوسف مؤسس اول واكبر مكتبة موسيقية شخصية في العراق قام بجمعها بجهوده الذاتية، على مدار نصف قرن من الزمان، إذ كان يصرف الكثير من وقته ومن ماله بين مكتبات القطر والأقطار العربية والعالم. وكانت تلك المكتبة الموسيقية النادرة، محط أنظار الباحثين في العالم العربي، مما حدا بدائرة الفنون الموسيقية على اقتنائها وضمها إلى مكتبتها لتكون إحدى المراجع الرئيسية في البحث العلمي الموسيقي. وكانت تحوي بحق اكبر مجموعة من الكتب والوثائق والمخطوطات والمطبوعات التي تؤرشف لنا الموسيقى العراقية والعربية بأربع لغات هي الانكليزية، العربية، الفارسية والهندية، فضلا عن مجموعة من الاسطوانات والأشرطة والآلات الموسيقية. ثم أضيف الى المكتبة ما كان في حوزة اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى من كتب جيدة وما قدمه الأستاذ منير بشير من بعض ما يمتلكه من كتبه الخاصة وما تجمع من كتب في دائرة المستشار الفني- وزارة الإعلام (دائرة الفنون الموسيقية حاليا) وما قدمه بعض الأشخاص كهدايا لإغناء المكتبة، حتى بلغت محتوياتها (8200) مجلدا، فضلا عن إلى      (65) مخطوطة.

وفاته

كان الباحث زكريا يوسف يعاني من مرض عضال، وكان بحاجة لاجراء عملية جراحية خطيرة لكنه كان متقاعدا وراتبه قليل لا يسمح له بسد نفقات هذه العملية ، مما اضطره لعرض مكتبته الشخصية النادرة والضخمة للبيع الى دائرة الفنون الموسيقية ، وهي اعز ما كان يملكه الباحث، ولسوء الحظ فان العملية الجراحية لم تنجح فتوفي إلى رحمة الله. وكان سبب الوفاة هو توقف عمل الكليتين.

توفي زكريا يوسف توماشي صباح يوم الجمعة المصادف 24 حزيران عام 1977م في بغداد مخلفا وراءه أعمالا وبحوثا كثيرة قسم منها مخطوطات منجزة أي غير مطبوعة أو منشورة ، والقسم الآخر لم يستطع إكمالها، وهكذا خسرت الحركة الموسيقية العلمية في القطر بوفاته علما من اعلامها الكبار.

يذكر الدكتور حسام يعقوب: (( في عام 1977م ، عندما كنت مديراً للمركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية، تم شراء مكتبة الباحث زكريا يوسف بعد التفاوض معه شخصياً ، بتدخل مدير عام دائرة الفنون الموسيقية آنذاك الأستاذ منير بشير لمساعدة هذا الباحث الجليل في مصيبته لإجراء عمليته الجراحية ، وقد شكلت وقتها لجنة لفحص وتقييم المكتبة ، وكنت احد أعضائها ، إذ تم شراء الجزء الأكبر من المكتبة كوجبة أولى ، والباقي تم شراؤه بعد وفاته من ورثته ؛ زوجته وابنته طبيبة الأسنان الدكتورة نجاة التي هاجرت إلى سويسرا )).

مؤلفاته المطبوعة:

    للأستاذ زكريا يوسف العديد من المؤلفات المنشورة والمطبوعة التي كان يتحمل طبعها على نفقته الخاصة ، ومن مؤلفاته التي طبعت وتعد من المراجع الثمينة في البحث العلمي الموسيقي نذكر ما يأتي ، بحسب تسلسلها الزمني:

1- الموسيقى العربية، ط1 ، في (48) صفحة ، (مطبعة الرابطة ، بغداد ، 1951م). وهو في الأصل محاضرة ألقيت في المعهد الثقافي البريطاني ببغداد ثم قام بطبعها طبعة اولى ككتاب ، وطبعت طبعة ثانية بعد نفاذ الطبعة الأولى، في     (47) صفحة ، ط2 (مطبعة التفيض الأهلية ، بغداد ، 1952م).

2- كتاب موسيقى ابن سينا، في (16) صفحة ، (مطبعة التفيض الأهلية ، بغداد ، 1952م). وهو في الأصل (محاضرة ألقيت في المهرجان الالفي لذكرى مولد الشيخ الرئيس ابن سينا المنعقد في بغداد للفترة 20-28/3/1952م) ، كما تم نشره كبحث ضمن الكتاب الذهبي للمهرجان الألفي لذكرى ابن سينا ، (مطبعة مصر ، القاهرة ، 1952م) ص123-135.

3- كتاب جوامع علم الموسيقى من كتاب الشفاء لابن سينا،  (تحقيق)، في (173) صفحة، تصدير ومراجعة الدكتور احمد فؤاد الإهواني والدكتور محمود احمد الحفني، صدر بمناسبة الذكرى الألفية لمولد الشيخ الرئيس ط1 ، (المطبعة الأميرية ، القاهرة ، 1956م).

4- مبادئ الموسيقى النظرية، (الجـزء الأول – القواعد العامة للموسيقى) ، في (108) صفحة  (مطبعة المعارف ، بغداد ، 1957م).

5- مؤلفات الكندي الموسيقية، حققها وأخرجها مع مقدمة وشرح وتعليق زكريا يوسف في (خمس رسائل خطية محققة) ، في (142) صفحة ، وطبع بمساعدة مالية من المجمع العلمي العراقي ، (مطبعة شفيق ، بغداد ، 1962م).

6- موسيقى الكندي ملحق لكتاب مؤلفات الكندي الموسيقية ، دراسة مقارنة لآراء الكندي في الموسيقى ، (تحقيق)، في (32) صفحة ، (مطبعة شفيق ، بغداد ، 1962م)

7- رسالة الكندي في عمل الساعات، (تحقيق) ، (مطبوع بالزنكوغراف) ، (بغداد ، 1962م).

8- أقدم وثيقة موسيقية للحن مدون عند العرب من القرن الثالث للهجرة : تمرين للضرب على العود ، تأليف الكندي ، (تحقيق)، النص المخطوط مع التجسيد بالعلامات الموسيقية الحديثة ، في صفحتين، ( بغداد، 1962م).

9- كتاب رسالة نصير الدين الطوسي في علم الموسيقى، (بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للموسيقى العربية) ، (تحقيق)، في (14) صفحة ، (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1964م).

10- كتاب رسالة يحيى ابن المنجم في الموسيقى، (تحقيق)، صدر بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للموسيقى العربية في بغداد ، في (31) صفحة ، ( مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ، 1964م).

11- كتاب الكافي في الموسيقى، تأليف أبي منصور الحسين بن زيلة المتوفى سنة 440هـ، (تحقيق)، في (78) صفحة ، (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ، 1964م).

12- كتاب التخطيط الموسيقي للبلاد العربية، في (19) صفحة ، (مطبعة شفيق ، بغداد ، 1965م). وهو في الأصل (بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي للموسيقى العربية المنعقد ببغداد للفترة من 18/11 – 25/12/1964م) ، كما تضمن في (ص3-5) منه على مقررات وتوصيات هذا المؤتمر.

13- كتاب رسالة الكندي في اللحون والنغم ، (تحقيق)، في (31) صفحة ، ملحق ثان لكتاب مؤلفات الكندي الموسيقية، (نشرت هذه الرسالة بإذن حكومة الجمهورية التركية) ، (مطبعة شفيق ، بغداد ، 1965م).

14- كتاب مخطوطات الموسيقى العربية في العالم، جـ 1، (مخطوطات إيران)، في (23) صفحة ، (مطبعة شفيق ، بغداد ، 1966م).

15- كتاب مخطوطات الموسيقى العربية في العالم ، جـ 2 ، (مخطوطات أقطار المغرب العربي) ، ، في (19) صفحة ، (مطبعة شفيق ، بغداد ، 1967م).

16- كتاب مخطوطات الموسيقى العربية في العالم ، جـ 3 ، (مخطوطات الهند ، باكستان ، أفغانستان) ، في (19) صفحة ، (مطبعة شفيق ، بغداد، 1967م).

17- كتاب كمال أدب الغناء، (تأليف الحسن بن احمد بن علي الكاتب) ، تحقيق زكريا يوسف ، مجلة المورد ، المجلد الثاني ، العدد الثاني ، (بغداد، 1973م) ص101-154.

18- كتاب حاوي الفنون وسلوة المحزون ، (الحسني ، ابن الطحان أبو الحسن محمد) (القرن الخامس للهجرة). ، تحقيق زكريا يوسف ، المجمع العربي للموسيقى بالتعاون مع المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية ، وزارة الثقافة والإعلام ، دائرة الفنون الموسيقية ، في (118) صفحة ، مطبوع على الآلة الكاتبة ، (بغداد ، 1976م).

19- الفن الثاني عشر من الرياضيات من كتاب الشفاء للشيخ الرئيس إبن سينا ، جوامع علم الموسيقى ، في (134) صفحة ، تحقيق زكريا يوسف ، المجمع العربي للموسيقى بالتعاون مع المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية ، دائرة الفنون الموسيقية ، (وزارة الثقافة والإعلام ، بغداد ، 1984م).

نجد انه تم نشره وطباعته بعد نحو (8) سنوات على وفاة الباحث زكريا يوسف تخليدا لذكراه ، وتقديراً ووفاءً لأهمية الجهد العلمي الذي بذله رحمه الله.

مؤلفاته المخطوطة

فيما عدا مؤلفاته المطبوعة فللمرحوم زكريا يوسف توماشي العديد من المؤلفات المنجزة والتي لا تزال مخطوطة حتى وقتنا الحاضر بانتظار من يقوم بنشرها وإخراجها للنور ، نذكر منها على سبيل المثال ما يأتي:

1- كتاب موجز التاريخ العام للموسيقى.

2- كتاب قصة تاريخ الموسيقى العربية ، وهو تصحيحات وتعليقات على مقال بعنوان ((تاريخ الموسيقى العربية)) لجرجيس فتح الله المحامي المنشور في مجلة المجمع العلمي العراقي ، ص704-726 ، المجلد الرابع ، الجزء الثاني ، (بغداد ، 1956م).

3- ترجمة كتاب مصادر الموسيقى العربية للمستشرق هنري جورج فارمر ، وقام بترجمته إلى اللغة العربية عن الانكليزية مع شرح وتنقيح وإضافة، وحازت ترجمته الجائزة الثانية للإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية ، كما ترجمه إلى اللغة العربية الدكتور حسين نصار ، فوقع على ترجمته اختيار الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية وأنفقت على ترجمته ، فطبع في دار مصر للطباعة والنشر (القاهرة ، 1957م).

4- قام بالاشتراك مع ابنته طبيبة الأسنان الدكتورة نجاة زكريا يوسف بتحقيق مخطوط لرسالة علمية قديمة بعنوان رسالة حفظ الأسنان واستصلاحها من تأليف حنين بن اسحق المتوفى عام 260هـ.

5- كتاب الرموز والمصطلحات الموسيقية في كتاب الأغاني للأصفهاني (شرح وتفسير).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap