من مطبوعات الآباء الدومنكان في الموصل

الكتب ومجلة إكليل الورود

بهنام سليم حبابه

مقدمة تاريخية

وصل إلى مدينة الموصل يوم 10/1/1750 اِثنان من الآباء الرهبان الدومنكان هما الأبـوان الإيطاليان فرنسيس تورياني و الأب دومنكو (عبد الأحد). ثم جاءها الأب لانزا سنة 1754 وبعده رهبان آخرون، للخدمة في الموصل و بعض القرى القريبة والبعيدة. فتحوا المدارس هنا وهناك كما جلبوا مطبعة حجرية سنة 1857 تطبع بواسطة القوالب، طبعوا بها بعض وسائل الإيضاح لتلاميذ المدرسة، وهي عبارة عن حروف باللغات العربية والفرنسية والكلدانية، مطبوعة على أوراق كبيرة. و عندما كان بعضهم يشاهد تلك الأوراق خارجة من المطبعة وعليها الحروف، كانوا يصرخون متعجبين: الله أكبر (على هذا الاختراع العجيب)!

ثم وصلت المطبعة الحديثة التي تعمل بصفّ الحروف و ذلك سنة 1860 وضعوها في أحد أجنحة الدير و اتخذوا لها عمالاً متدربين للقيام بأعمال الطباعة باللغات العربية و الفرنسية و الآرامية بفرعيها ( الكلدانية و السريانية ) و عُمالًا آخرين لتجليد الكتب مختلفة الأحجام. و قد بلغ عدد تلك الكتب المطبوعة 565 كتابًا حسب إحصائية حققها الأب نجيب ميخائيل الدومنكي (و هو اليوم سيادة المطران ميخائيل نجيب) بالإضافة إلى إصدار مجلة (إكليل الورود) بثلاث لغات: العربية، الفرنسية و الكلدانية. واستمرت تلك المطبعة تعمل مدة 55 سنة تقريبًا إلى أوائل الحرب العظمى الأولى عام 1914، حيث ترك الآباء الدومنكان الفرنسيون الموصل و انتهى أمر المطبعة باستيلاء السلطة العثمانية عليها و على كل شيء.

و بعد هذه المقدمة التي لا بد منها، قمت بإيرادها مختصرةً جدًا عن كتابي (الآباء الدومنكان في الموصل…أخبارهم وخدماتهم 1750-2000) المطبوع سنة 2006 في (385)صحيفة، أورد فيما يلي أسماء المطبوعات التي قدّمتها المطبعة الحجرية والتي بلغ عددها (12) ثم الكتب التي طبعت بالمطبعة الحديثة (حسب تعبير تلك الأيام) و هي التي تعمل بصف الحروف مع الحركات في اللغات العربية و الآرامية بفرعيها و بعض اللغات الأوربية.

دير الآباء الدومنكان بالموصل

-أولاً: مطبوعات المطبعة الحجرية: (مقتبسة عن كتابي المذكور أعلاه)، و هي:

1) لوحات مختلفة بالخطوط العربية والكلدانية والسريانية والفرنسية لتدريس هذه اللغات.

قام بإعدادها القس يوسف داود (زبوني)  والقس جرجس عبديشوع خياط (بزّوعي).

2) كتاب القراءة، مزيّن و مزخرف، 12 صحيفة، للأب بيسّون الدومنكي و هو فنّان معروف.

3) صلوات الوردية، سنة 1858، ترجمها إلى العربية الأب بطرس دوفال بإشراف القس أنطوان غالو الكلداني الذي علّم الأب دوفال اللغة العربية.

4) الصوات الليتورجية السريانية، للقس يوسف داود.

5)خلاصة في أصول النحو “بطريقة جديدة تسهل مأخذها للمبتدئين”، (1859)، للقس يوسف داود الزبونجي. ويقع في 169 صحيفة عدا الفهارس. ثم أضاف إليه مقتطفات من (كليلة ودمنة) فأصبح الكتاب 180 صحيفة. و هو مقسم إلى خمسة كتب وفي كل كتاب عدد من الفصول والأبواب، خُصص الأول لعلم الصرف والثاني للاسم والثالث للحروف وما يتعلّق بها، أما الرابع فقد خصّصه للجُمل. ثم ذكر في الخامس ما بقي من أبواب النحو وما يتعلق بالوقف.

ولهذا الكتاب أهمية خاصة فهو أول كتاب يُطبع في العراق في مواضيع لغوية ونحوية وبأسلوب حديث و مبسّط لتيسيير دراسة اللغة العربية. و توجد نسخة عن هذا الكتاب في مكتبة المتحف العراقي ببغداد و قد ظهر اسم المؤلف يوسف داود في خاتمة الكتاب.

6) مباديء التهجئة لتدريب الصبيان،كلداني، 24 صحيفة.

7)كتاب مجموع ترنيمات دينية للعبادة، عربي، 24 صحيفة.

8) طقس القداس،كلداني، 74 صحيفة.

9) ذكر التناول الأول، تراتيل، 8 صفحات.

10) ملخص في التواريخ الدينية والأصول المسيحية: جزءان، الأول في الأخبار المقدسة بالعربية، 96 صحيفة، طبع سنة 1859 (في مطبعة البادرية الدومنكيين الحجرية).

11) كتاب المدارس المسيحية طبع عام 1860 باللغة الآرامية المحكية (السورث)، 90 صحيفة، و يحتوي على ثلاثة أقسام: أسس للقراءة الابتدائية، صلوات تقوية خاصة، وأخيرًا تواريخ مختصرة خاصة بالإيمان المسيحي.

12) في خلاصة التعليم المسيحي ويحتوي على عدة فصول، طبع سنة 1860، عربي،130 صحيفة.

و ما أصعب الطباعة الحجرية! فهي (بطريقة بصم الحروف و حفر الكلمات) و جعلها كلمات و جملًا كالقوالب ويوضع الحبر ثم يجري البصم على الأوراق!! يا لها من عملية شاقة. كانت في زمانها وكأنها أعجوبة من أعاجيب ذلك الزمان!

-ثانياً: منشورات المطبعة الحديثة:

1) في اللغة والمعاجم:

– كتاب نحو اللغة الفرنسية باللغتين العربية والفرنسية، للخوري يوسف داود،262 صحيفة، طبع سنة 1865.

– التمرنة في الأصول النحوية، للخوري يوسف داود الموصلي، مجلدان، 209 صفحات، طبعة أولى 1869، طبعة ثانية 1876، جزءان، 389 ص. مع تذييلة بعلم العروض (الشعر العربي).

– التمرين على كتاب التمرنة في أصول النحو والصرف: يوسف داود، طبعة أولى 1877 وطبعة ثانية سنة 1884، 244ص.

– تدريب الطلاب في أصول التصريف والإعراب، يوسف داود، طبعتان، الثانية سنة1895 ،240صحيفة.

– مبادىء القراءة السريانية، بالسريانية، يوسف داود، ثلاث طبعات، 1891،1879،1874.

– مبادىء التهجئة لتدريس الصبيان،  و قد طُبع بأسماء مختلفة آخرها طبعة عاشرة 1891.

-اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، بالعربية والسريانية، يوسف داود، طبعة أولى 1879، 458ص وطبعة ثانية بمجلدين.

صورة لعمال ورشة التّجليد الملحقة بالمطبعة التقطت في حوالي عام 1860

-قواعد اللغة الآرامية وهو ترجمة لاتينية لكتاب اللمعة (أعلاه)، ترجمة المطران أفرام رحماني، 729صحيفة، سنة 1896.

– كنز اللغة الآرامية، معجم كلداني-كلداني، للمطران توما أودو، الجزء الأول 1897، والجزء الثاني 1900، نحو 500 صحيفة.

– دليل الراغبين في لغة الآراميين للقس يعقوب أوجين منّا، المطران بعدئذٍ، 873ص، سنة 1900 وهو معجم كلداني- عربي. وطبعه ثانيةً، بالأوفسيت، المطران روفائيل بيداويذ، البطريرك بعدئذٍ، تاريخ الطباعة 1975 مع زيادة قرابة 3000 كلمة ونشره في بيروت بتجليد متقن. وقد طبع ثالثةً بجزئين وذلك بهمة اتحاد الأدباء السريان في أربيل، عنكاوا.

-مفتاح اللغة الآرامية للقس ألفونس منكنا، 235صحيفة، سنة 1905 باللغة الفرنسية.

– قواعد اللغة الكلدانية، بالكلدانية والفرنسية، للأب يعقوب ريتوريه الفرنسي، من الآباء الدومنكان بالموصل، وجاء في 276ص، مع مقدمة طويلة بالفرنسية، سنة 1912.

2) في التاريخ:

  • ترجمه وأضاف إليه الكثير من تواريخ الشرق (سنة 1873)، وهو 720صحيفة.

وكانت لديّ نسخة من هذا التاريخ الدقيق، ذهبت مع مفقودات بيتنا في الموصل على يد داعش وأعوانه المجرمين في 2014 وما تلاها.

–        الفصول الأنسية في التواريخ القدسية، المطران عبديشوع خياط، ثلاث طبعات.

–        نصوص تاريخية سريانية قديمة لمشيحا زخا، نشره القس ألفونس منكنا بثلاثة أجزاء: الأولى سنة 1907 ،545صحيفة. والآخران لم يطبعا.

–        ذخيرة الأذهان في تاريخ المشارقة والمغاربة السريان، للقس بطرس نصري: ج1 ،1905، 578صحيفة. ج2 ،1913، 448صحيفة. وهذا الجزء غير كامل في تاريخه وله تتمة خطية لديّ نسخة منها. وسمعت أن تلك النسخة التتمة طبعت في أستراليا بعدئذٍ.

3) في الأدب والتراث:

–        تنزيه الألباب في حدائق الآداب، للقس يوسف داؤد، 1863، 174صحيفة. وهو من أجمل ما جاء في العربية نظمًا وشعرًا.

–        المناهل الفرنساوية لروّاد العربية، للقس يوسف داؤد، بالعربية والفرنسية، 251صحيفة، سنة 1865.

–        فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء، لابن عربشاه المتوفى 1450م، تحقيق: يوسف داؤد، طبعتان: 1869 و1876، 545صحيفة.

–        كتاب كليلة ودمنة، تحقيق يوسف داؤد، طبعةأولى، 1869، 430صحيفة. وقد طبع فيما بعد عدة طبعات كان آخرها1897.

–        التراجم السنية للأعياد المارانية، مع خطب ومقدمات، تأليف الجاثليق الملقَّب (أبو حليم، مار إيليا الثالث ابن الحديثي). نشره القس يعقوب نعمو، 313ص، 1873 (وهو المطران يعقوب ميخائيل نعمو فيما بعد).

–        جني الأثمار من لطائف الأخبار، وهو مجموع من أحسن كتب العرب، يوسف داؤد، 178صحيفة، ط1: 1863، ط4: 1890.

–        ‌أمثال لقمان الأدبية و طرف من لطائف العرب، يوسف داود، 160 صحيفة، 1871.

–        ميزان الزمان، ترجمه إلى الكلدانية المطران توما أودو، 428صحيفة، 1884م.

–        كليلة و دمنة، ترجمه إلى الكلدانية المطران توما أودو،273صحيفة، 1895.

–        ميامر نرساي بالكلدانية نشرها القس الفونس منكنا، جزءان، الأول 370ص و الثاني 414ص سنة 1905.

          4)  الكُتب الدينية:

–        الكتاب المقدس بالعربية والكلدانية :عدة مجلدات وبأحجام مختلفة. وسيأتي تفصيل هذا العمل الكبير لاحقاً.

–        سيرة أشهر شهداء المشرق القديسيين، نقله المطران أدي شير إلى العربية وذيّلهُ بفوائد تاريخية وطُبع بمجلدين: الأول 425 صحيفة، سنة 1900، والثاني 422 صحيفة، سنة 1906.

–        تقديس السنة المسيحية بقراءة سيرة القديسين اليومية، ترجمة يوسف داود،  طبعتان، 847 صحيفة.

–        الفناقيث و هي كتب الصلاة السريانية، سبعة أجزاء، تنظيم الخوري يوسف داود نحو 4000 صحيفة  وسوف يرد تفصيلها.

–        الحسّايات أي (الاستغفار) للآحاد والأعياد، ترجمه يوسف داود إلى العربية، 648 صحيفة، سنة1879، بمجلدين بالحجم الكبير.

–        المزامير بالسريانية، راجعها يوسف داود عن الأصل العبري،1887.

–         الدرة النفيسة في بيان حقيقة الكنيسة، للمطران بهنام بني، 1867، بالإنجليزية.

–        إكليل البتول الطاهرة، للمطران أدّي شير، بالكلدانية، 1904.

–        الكنارة الصهيونية، ترتيب يوسف داود، أكثر من عشر طبعات وهو كتاب أناشيد دينية للمناسبات و الأعياد المختلفة، أكثر من 400 صحيفة، اِبتداءً من سنة 1864.

–        إنجيل مار متى باللغة التركية، ترجمة المطران جرجس عبديشوع خياط، 1894.

5)  كتب مدرسية ومتفرقة:

–        ترويض الطلاب في أصول علم الحساب، يوسف داود، 300 صحيفة، 1865، جزءان.

–        مدخل الطلاب وتعلَّة الرغَّاب في أصول علم الحساب، يوسف داود، 180ص،1870.

–        مختصر صغير في الجغرافية، يوسف داود، أربع  طبعات.

–        لمحة اختبارية وفنية في الحمى التيفوئيدية، د.حنا خياط1911.

–        فهرس مخطوطات مكتبة مطرانية سعرد، بالفرنسية، المطران أدي شير 102ص، 1905.

–        فهرس بمطبوعات مطبعة الآباء الدومنكان.

طبع الكتاب المقدس بالعربية و الفناقيث السبعة (وهي مجلدات صلوات الطقس السرياني).

لا شك ان أهم و أجلّ ما قدمته مطبعة الآباء الدومنكان بالموصل هو الكتاب المقدس باللغتين العربية والكلدانية منذُ سبعينيات القرن التاسع عشر، بهمة العالم الشهير الخوري يوسف داود بمعاونة رفيقين جليلين من رفاق دراسته الجامعية هما المطران جرجس عبديشوع خياط والمطران بهنام بني.

بدأ يوسف داؤد هذا العمل منذ سنة 1867م بمراجعة ترجمات الكتاب المقدس اليونانية واللاتينية والسريانية مقارِنًا ومدقَّقًا النصوص المقبولة في الكنيسة لا سيما الشرقية القديمة التي كانت أساسًا لترجمة الكتاب المقدس وطبعه  أول مرة في روما سنة 1671م.

وبعد الترجمة قام بكتابة الهوامش لشرح الآيات والكلمات الغامضة وقد استغرق منه هذا العمل أربع سنوات، وبوشر بالطباعة سنة 1871م واستمر حتى سنة 1878م فظهر باللغة العربية بأربعة مجلدات بالحجم الكبير، بلغت صحائفه (2507). أما بالكلدانية فقد اعتمد الترجمة البسيطة (بشيطّا) راجعها معيدًا إياها إلى رونقها القديم وجعلها في ثلاثة مجلدات بالحجم الكبير (أي الكتاب المقدس بالكلدانية).

بوشر بطبع الترجمة الكلدانية سنة 1872م  وأكملوه بعدئذٍ بين السنوات 1888م-1892م، وما زالت هذه الترجمة هي المعتمدة لدى السريان والكلدان لدقتها وروعة ترجمتها.

وأشار في الطبعة العربية إلى المواضيع المتشابهة الواردة في أسفار أخرى، ذاكرًا مواضع ورودها، كما وألحق العهد الجديد بجدولين أحدهما تاريخي، ضمّ أهم الأحداث، أما الآخر فهو إزائية الأناجيل الأربعة.

وظهر العهد الجديد سنة 1871ثم تلتهه ثلاثة أجزاء العهد القديم. وأعقبت ذلك طبعتان للعهد الجديد، اِستغرق العمل فيهما أكثر من نصف سنة1872م، كانت إحداهما بحجم متوسط وبحقلين من الحواشي مع إشارات إلى النصوص الواردة في أسفار أخرى وهي لفائدة رجال الإكليروس خاصة. أما الثانية، فبحجم صغير دون هوامش وإشارات.

ووردت في المقدمة شهادة الفاحصين وهما: المطران جرجس عبديشوع الكلداني الموصلي وهو البطريرك فيما بعد، وجاء في شهادته “لقد دقّقت الترجمة ومليًّا تصفحتها وقابلتها مع النص اليوناني والترجمة العربية المطبوعة في روما واللاتينية المشهورة والكلدانية البسيطة، فاستصوبت طبعها ونشرها في الآفاق، وإني عوضًا عن أداء الشهادة بحقها وإجازتها، رأيت من الواجب أن أهنئ البيعة الشرقية بها، فضلًا عن الراغبين في بيان العربية وصحتها” – في الموصل 16 تموز 1896م.

والفاحص الثاني هو الراهب يوحنا المعمذان لاوي- القسيس من رهبانية الواعظين- قال:

“لقد طالعت وفحصت ترجمة الكتاب المقدس في العربية، وإثباتًا لذلك، فقد أمضيت بكل سرور القلب، هذه الشهادة بخط يدي”- في الموصل 4آب 1871م.

ووردت إجازة الطبع باسم القاصد الرسولي في ما بين النهرين، المطران نيقولا كاستيلّوس مؤرخة في ماردين (7آب 1870). بينما ظهرت الطبعة الكلدانية بمقدمة للبطريرك مار إيليا عبّو اليونان. وشهادة الفاحص المطران عبديشوع خيّاط وكلتاهما بالكلدانية واللاتينية. وبلغت صحائف الكتاب المقدس بالكلدانية (1820) صحيفة.

أما نفقات الطباعة فقد تبرع بها الكاردينال الأمير لوقيان بونابرت الفرنسي. ويتبين ذلك من الرسالة التي رفعها إليه رئيس الآباء الدومنكان الواعظين في الموصل الأب لويس ليون والمنشورة في مقدمة الكتاب المقدس، وهي مؤرخة في 4 آب 1871.

وطبعوا من الكتاب المقدس ألف نسخة لكل من الأحجام المذكورة. كما جاء في أول صحيفة أنه (يوزع مجانًا).

 ولا بد من الإشارة إلى المقدمة العلمية والتاريخية التفصيلية التي كتبها الخوري يوسف داود في المقدمة وجاءت في (15) صحيفة بالعربية وما يقابلها باللاتينية.

وجديرة بالذكر النسخة الجديدة والجميلة للكتاب المقدس بالعربية (طبعة الآباء الدومنكان بالموصل) وقد طبعت بحجم وسط بطريقة الأوفسيت في كوريا الجنوبية على نفقة جمعية الكتاب المقدس (بمساعي الأب نجيب موسى) هدية منهم للآباء الدومنكان في يوبيلهم سنة 2000م، ذكرى مرور 250سنة على وجودهم في الموصل وخدماتهم فيها.

أما الفناقيث وهي مجلدات كتب صلوات الطقس السرياني لأيام الآحاد والأعياد، فقد كانت تلك الكتب محفوظة بمجلدات ضخمة وخط واضح بلوني الحبر الأسود والأحمر، والعناوين بالحرف المربع (الإسطرنجيلي) ومعظمها حسب الطقس المفرياني المشرقي المطوَّل.

باشر الخوري يوسف داود منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر بمراجعة الفناقيث المخطوطة وإعادتها إلى رونقها القديم (بالنسبة إلى الصلوات) وتصحيح الأغلاط التي وقع فيها النسّاخ على مرّ السنين. وبلغت سنوات هذا العمل الجبار نحو عشر سنوات. كما أسهم بمراجعة تلك المسودات (قبل تقديمها للطباعة) المطران رابولا أفرام رحماني والقس أفرام نقاشة والقس ميخائيل القس موسى.

بوشر بطباعة هذه الفناقيث بمطبعة الآباء الدومنكان بالموصل سنة 1882م وانتهى العمل بتقديم الجزء السابع والأخير سنة 1896م بحساب 500 نسخة لكل جزء، وبلوني الحبر الأحمر والأسود، والعناوين بالحرف المربع الأحمر البارز. وظهرت بحقلين لكل صحيفة (بالحرف السرياني الغربي طبعًا) بحركات متقنة لسهولة القراءة. وبلغ مجموع صحائف تلك المجلدات السبعة (3934) صحيفة، وكان التوزيع مجانًّا أيضًا.

كما عُنيَ يوسف داود بتنظيم كتاب المزامير بالسريانية وهو المستعمل في الصلوات الطقسية وبلونين للحبر، والعناوين بالحرف المربع، ويقع هذا الكتاب في (200) صحيفة، وطبع سنة 1885م بمقدمة تاريخية. وقام بطبع المزامير كاملة بالسريانية، بمجلد آخر كما ورد آنفًا.

 كذلك قام بترجمة صلوات الاستغفار (الحسّايات) لأيام الآحاد والأعياد على مدار السنة وقد طبعت بمجلدين (648) صحيفة، سنة 1879 كما ورد سابقًا.

 وفي عام 1881 قامت مطبعة الآباء الدومنكان بطباعة كتاب خدمة القداس الاحتفالي السرياني وملحقاته، وهو المستعمل في أبرشية الموصل إلى هذه الأيام، وقد نظّمه المطران بهنام بني وافتتحه بمقدمة بالعربية. وجاء هذا الكتاب في (300) صحيفة وبحبر باللونين الأسود والأحمر بالسريانية والعربية.

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap