باكوري.. حفل تأبيني لأيقونة التعايش الأخوي

أقامت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان بالتعاون مع المديرية العامة للثقافة والفنون بأربيل، حفلًا تأبينيًا بمناسبة أربعينية الفنان السرياني الكبير الراحل باكوري،  مساء الثلاثاء ١٣ كانون الأول ٢٠٢٢ على قاعة الثقافة بأربيل، بحضور بيشتوان صادق وزير الأوقاف والشؤون الدينية وآيدن معروف وزير شؤون المكونات ود. سالار عثمان وكيل وزير الثقافة والشباب وعدد من المسؤولين الحكوميين والإداريين وعائلة الفقيد وكوكبة من الفنانين ومحبي فن الراحل باكوري وأصدقائه وزملائه.
اِستهل الحفل بالوقوف وعزف النشيد الكوردستاني، ثم إيقاد الشموع المهداة لروح الفقيد، ألقى بعدها كلدو رمزي أوغنا المدير العام للثقافة والفنون السريانية كلمة المنظمين أشاد فيها بكوردستان واحة المحبة والتعايش الأخوي،  التي قصدها والد الفقيد هاربًا من بطش العثمانيين وحملات الإبادة التي طالت أبناء شعبنا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ولد ونشأ أندريوس الطفل، محبًّا للتراتيل الطقسية، تجذبه وتسحره الأجواء والأصوات، وعاشقًا لصوت مام سيوا، سواء في المقامات الكوردية أو التراتيل الكنيسية. وأضاف، قد لا يخلو أي مجال من مجالات الإبداع من مساهمات واسعة ومؤثرة وبارزة لمبدعينا السريان، وإذا تطرقنا إلى مجال الإبداع الموسيقي سنجد كثيرين اسهموا في تطوير الموسيقى والغناء في كوردستان، نذكر منهم وليم يوخنا أستاذ الموسيقى الشهير ومام سيوا وباكوري الذي قدم مجموعة كبيرة من الألحان  ورفد أرشيف الموسيقى الكوردية وأغناه، إذ ليس غريبًا أن يقدم أيّ سرياني خدماته وإبداعه على نطاق إخوته في الوطن في انعكاس رائع لروح المحبة والتعايش الأخوي التي تجمعنا جميعًا في كوردستان. فهذا حال السريان، عطاؤهم غير محدود، لا يقتصر على مكونهم فقط، بل يفيض ويشمل المكونات االمتعايشة الأخرى. خاتمًابالقول: سيقى باكوري مثالًا وأيقونة للتعايش الأخوي والمحبة بين جميع مكونات كوردستان، وستبقى رسالته حية ومستمرة وفاعلة عبر تلامذته ومحبي فنه، ومن خلالنا جميعا.
تلتها كلمة وزارة الثقافة والشباب بحكومة إقليم كوردستان ألقاها الدكتور سالار عثمان وكيل الوزارة، أكد فيها أن كوردستان وطن المبدعين وواحة التعايش السلمي التي استقبلت عائلة أندريوس المهجّرة، وفيها يرتقي ذلك المهاجر ابن المهاجر ليصبح أيقونة فنية ورمزًا من رموز كوردستان وعَلَمًا من أعلامها، لأنها تحترم الآخر المختلف وتفتح أمامه الأبواب ليبدع ويتميز، ويحظى باحترام وتقدير القادة والرؤساء،  مشيرًا في هذا السياق إلى لقاء جمع الفقيد بالرئيس بارزاني، الذي هنأ الفنان الراحل بمناسبة الأعياد،  فالرئيس بارزاني يكنّ له احترامًا وتقديرًا كبيرين.
عرض بعدها فلم قصير عز حياة الراحل وإنجازاته وإبداعه من إنتاج وزارة الثقافة والشباب.
وجرى خلال الحفل تقديم درع تكريمي باسم الوزارة لعائلة الفقيد سلمه د. سالار عثمان، فضلًا عن دروع تكريمية وباقات ورود باسم جهات رسمية عديدة، قُدمت للعائلة ولعدد من رواد الفن في كوردستان ولفرقة باواجي.

وإلقى الدكتور صبا باكوري، نجل الفقيد، كلمة باسم العائلة، شكر خلالها حكومة الإقليم وشعبه وكل محبي الراحل،  باسم العائلة، معربًا عن الشكر والتقدير لجميع المساهمين في تنظيم هذا الحفل وكل من يهتم بتراث وأرشيف الفنان الكبير والحفاظ عليه.
كما قدمت فرقة باواجي، التي وضع الراحل النواة الأولى لتأسيها، فقرات موسيقية وأخرى غنائية، من ألحان الراحل الكبير، بمشاركة عدد من المطرببن الكورد، محبي فن الراحل وزملائه وتلامذته، وشاركهم الغناء الفنان السرياني يوسف عزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via
Copy link
Powered by Social Snap